استضافة اليابان دورة الألعاب الأوليمية والباراليمبية 2020، وهي دولة تعد موطنا لشركات التكنولوجيا الرفيعة مثل سوني وكانون وناينتندو، وبلدا للمعجبين بالقصص المصورة المعروفة باسم المانجا وبأفلام الرسوم المتحركة، تكون بهذه الاستضافة قد استعرضت مؤهلاتها كدولة تقدمية طوال هذا العام.
غير أنه خلف الكواليس، نجد أن الحياة في اليابان تشكلها إلى حد كبير القيم المحافظة.
خذ على سبيل المثال حالة الأميرة اليابانية ماكو، التي تستعد للزواج من زميلها في الجامعة وحبيبها كي كومورو.
وقد أعلنت وكالة رعاية القصر الإمبراطوري في اليابان أمس الجمعة أن الأميرة ماكو ستتزوج من زميلها كي كومورو، وهو من عامة الشعب الياباني، في السادس والعشرين من شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري .
وأشارت الوكالة إلى أن الزوجين سيظهران أمام وسائل الإعلام في نفس يوم الزواج.
وسوف تتم مراسم الزواج بدون الاحتفالات الإمبراطورية المعتادة، مما أثار شائعات بأن بعض الأطراف داخل البلاط الإمبراطوري المتشدد في قيمه المحافظة، ليست راضية عن هذا الزواج.
وتم خطبة الأميرة ماكو التي تبلغ من العمر 29 عاما وهي ابنة ولي العهد الأمير أكيشينو، الشقيق الأصغر للإمبراطور الياباني ناروهيتو، وذلك بشكل غير رسمي إلى كومورو منذ أربع سنوات.
وكانا يعتزمان الزواج في البداية عام 2018، مما يعني أنه في ظل القانون الحالي يحول الأميرة ماكو إلى مواطنة عادية، حيث أن كومورو لا ينتمي إلى العائلة الإمبراطورية.
وبمقتضى القانون الحالي كان من المفترض أن يتم منح ماكو، مبلغا مرة واحدة من الدولة قبل أن تغادر البلاط. الإمبراطوري.
ومع ذلك تم إلغاء مشروع الزواج في ذلك العام فجأة، حيث تبين أن والدة كومورا مستدينة بأموال لخطيب سابق لها وفقا للتقارير الإعلامية، وشعر كثيرون باليابان ولا يزالون بالاستياء إزاء إمكانية تسديد هذا الدين عن طريق المنحة التي ستحصل عليها ماكو من الدولة، والتي تأتي من أموال دافعي الضرائب.
غير أن ذلك لم يوقف ماكو وكومورو عن إتمام مشروعهما، وتوجه كومورو إلى الولايات المتحدة لدراسة القانون وتخرج في أيار/مايو الماضي بعد امتحان عقد في نيويورك، وأصبح الآن مستقلا من الناحية المادية وحرا في الزواج من ماكو.
وبالنسبة للأميرة فإنها تنظر للزواج على أنه "هروب إلى الحرية"، وفقا لما يقوله إرنست لوكووانت الخبير بشؤون العائلة الإمبراطورية اليابانية.
ويوحي مسار التاريخ بأن الحياة ليست سهلة بالنسبة للنساء في البلاط الإمبراطوري المحافظ، مثلما حدث مع الأميرة ميتشكو والدة الإمبراطور الحالي ناروهيتو.
وكانت ميتشكو أول امرأة لا تنتمي إلى العائلة الإمبراطورية تتزوج إمبراطورا، مما كان يمثل خروجا عن التقليد المتبع مذ نحو 2000 عام.
وتأتي أيضا الإمبراطورة الحالية ماساكو والتي كانت تعمل سفيرة في السابق، من خارج نطاق العائلة الإمبراطورية، وهي في ذلك مثل والدة زوجها ميتشكو، وعندما مرضت ميتشكو من جراء ما يرى المراقبون أنه ضغوط تعرضت لها حتى تنجب ذكرا ليرث العرش، وصف البلاط هذا المرض بأنه نوع من "متاعب التكيف" نتيجة ضغوط منصبها.
وأنجبت الإمبراطورة ماساكو بنتا اسمها آيكو عام 2001، غير أن هذه الإبنة لن تتولى العرش وفقا للقانون الذي يحظر تولي امرأة منصب الإمبراطور.
غير أن ابنة أخيها ماكو ستترك سريعا مثل هذه الأحزان خلفها، وقال لوكووانت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، إن الأميرة ماكو تعرضت "للتفكير المتفتح" عندما كانت طالبة بالجامعة المسيحية الدولية، حيث يدرس فيها معلمون مسيحيون فقط.
وفي هذه الجامعة التقت ماكو بزوجها المنتظر منذ بضع سنوات، وهي أول عضو بالعائلة الإمبراطورية يدرس في هذه الجامعة.
ويقول المراقبون إن خططها للتخلي عن منحة المهر الذي تدفعه عائلة العروس للزوج، ويبلغ في هذه الحالة 1ر1 مليون دولار، إنما تؤكد رغبتها في التمتع بالحرية.
وأضاف لوكووانت إن الأميرة ماكو لا ترغب في أن ينتهي بها الحال لتكون مثل عمتها ساياكو كورودا، وهي ابنة للإمبراطور السابق أكيهيتو والتي تزوجت أيضا رجلا من عامة الشعب عام 2005.
ومع ذلك تم زواج ساياكو كوردا وسط جميع الطقوس التقليدية كا تلقت مبلغ المهر، وعلى الرغم من أنها أصبحت الآن مواطنة عادية رسميا، فإنه يتعين عليها أن تعمل كأكبر قديسة لضريح إيسي، الذي يعد أعلى الأضرحة مقاما في ديانة الشينتو.
وبتخليها عن المهر المستحق لها، تريد ماكو أن تسكت أصوات المنتقدين وفي نفس الوقت أن تبتعد عن أية واجبات ملكية، وفقا لما قاله لوكووانت، وأضاف "إنها تلقي كل شيء وراء ظهرها".
وتقول وسائل الإعلام اليابانية إن ماكو تعتزم أيضا الانتقال إلى الولايات المتحدة، وأن تحصل على جواز سفر للمرة الأولى في حياتها كمواطنة عادية.
وبينما يتطلع كل من ماكو وكومورو إلى الحصول على الحرية، يبدي آخرون مخاوفهم إزاء مستقبل البلاط الإمبراطوري، حيث تتعرض أقدم ملكية وراثية في العالم لنضوب الذرية المؤهلة لتولي العرش بالتدريج.
ويعد الأمير هيساهيتو الأخ الصغر لماكو والذي يبلغ من العمر 15 عاما، هو الذكر الوحيد في الجيل الأصغر من ذرية العائلة الإمبراطورية، المؤهل لتولي المنصب بعد أبيهما ولي العهد أكيشينو.
وربما يؤدي زواج ماكو إلى تشجيع إحداث تغيير في البلاط الإمبراطورؤي الياباني، بما في ذلك القوانين التي تميز الأبناء الذكور.
اقرأ أيضا
Oct. 2, 2021, 6:07 p.m. Oct. 2, 2021, 6:07 p.m. استضافة اليابان دورة الألعاب الأوليمية والباراليمبية 2020، وهي دولة تعد موطنا لشركات التكنولوجيا الرفيعة مثل سوني وكانون وناينتندو، وبلدا للمعجبين بالقصص المصورة المعروفة باسم المانجا وبأفلام الرسوم ا...استضافة اليابان دورة الألعاب الأوليمية والباراليمبية 2020، وهي دولة تعد موطنا لشركات التكنولوجيا الرفيعة مثل سوني وكانون وناينتندو، وبلدا للمعجبين بالقصص المصورة المعروفة باسم المانجا وبأفلام الرسوم المتحركة، تكون بهذه الاستضافة قد استعرضت مؤهلاتها كدولة تقدمية طوال هذا العام.
غير أنه خلف الكواليس، نجد أن الحياة في اليابان تشكلها إلى حد كبير القيم المحافظة.
خذ على سبيل المثال حالة الأميرة اليابانية ماكو، التي تستعد للزواج من زميلها في الجامعة وحبيبها كي كومورو.
وقد أعلنت وكالة رعاية القصر الإمبراطوري في اليابان أمس الجمعة أن الأميرة ماكو ستتزوج من زميلها كي كومورو، وهو من عامة الشعب الياباني، في السادس والعشرين من شهر تشرين أول/أكتوبر الجاري .
وأشارت الوكالة إلى أن الزوجين سيظهران أمام وسائل الإعلام في نفس يوم الزواج.
وسوف تتم مراسم الزواج بدون الاحتفالات الإمبراطورية المعتادة، مما أثار شائعات بأن بعض الأطراف داخل البلاط الإمبراطوري المتشدد في قيمه المحافظة، ليست راضية عن هذا الزواج.
وتم خطبة الأميرة ماكو التي تبلغ من العمر 29 عاما وهي ابنة ولي العهد الأمير أكيشينو، الشقيق الأصغر للإمبراطور الياباني ناروهيتو، وذلك بشكل غير رسمي إلى كومورو منذ أربع سنوات.
وكانا يعتزمان الزواج في البداية عام 2018، مما يعني أنه في ظل القانون الحالي يحول الأميرة ماكو إلى مواطنة عادية، حيث أن كومورو لا ينتمي إلى العائلة الإمبراطورية.
وبمقتضى القانون الحالي كان من المفترض أن يتم منح ماكو، مبلغا مرة واحدة من الدولة قبل أن تغادر البلاط. الإمبراطوري.
ومع ذلك تم إلغاء مشروع الزواج في ذلك العام فجأة، حيث تبين أن والدة كومورا مستدينة بأموال لخطيب سابق لها وفقا للتقارير الإعلامية، وشعر كثيرون باليابان ولا يزالون بالاستياء إزاء إمكانية تسديد هذا الدين عن طريق المنحة التي ستحصل عليها ماكو من الدولة، والتي تأتي من أموال دافعي الضرائب.
غير أن ذلك لم يوقف ماكو وكومورو عن إتمام مشروعهما، وتوجه كومورو إلى الولايات المتحدة لدراسة القانون وتخرج في أيار/مايو الماضي بعد امتحان عقد في نيويورك، وأصبح الآن مستقلا من الناحية المادية وحرا في الزواج من ماكو.
وبالنسبة للأميرة فإنها تنظر للزواج على أنه "هروب إلى الحرية"، وفقا لما يقوله إرنست لوكووانت الخبير بشؤون العائلة الإمبراطورية اليابانية.
ويوحي مسار التاريخ بأن الحياة ليست سهلة بالنسبة للنساء في البلاط الإمبراطوري المحافظ، مثلما حدث مع الأميرة ميتشكو والدة الإمبراطور الحالي ناروهيتو.
وكانت ميتشكو أول امرأة لا تنتمي إلى العائلة الإمبراطورية تتزوج إمبراطورا، مما كان يمثل خروجا عن التقليد المتبع مذ نحو 2000 عام.
وتأتي أيضا الإمبراطورة الحالية ماساكو والتي كانت تعمل سفيرة في السابق، من خارج نطاق العائلة الإمبراطورية، وهي في ذلك مثل والدة زوجها ميتشكو، وعندما مرضت ميتشكو من جراء ما يرى المراقبون أنه ضغوط تعرضت لها حتى تنجب ذكرا ليرث العرش، وصف البلاط هذا المرض بأنه نوع من "متاعب التكيف" نتيجة ضغوط منصبها.
وأنجبت الإمبراطورة ماساكو بنتا اسمها آيكو عام 2001، غير أن هذه الإبنة لن تتولى العرش وفقا للقانون الذي يحظر تولي امرأة منصب الإمبراطور.
غير أن ابنة أخيها ماكو ستترك سريعا مثل هذه الأحزان خلفها، وقال لوكووانت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، إن الأميرة ماكو تعرضت "للتفكير المتفتح" عندما كانت طالبة بالجامعة المسيحية الدولية، حيث يدرس فيها معلمون مسيحيون فقط.
وفي هذه الجامعة التقت ماكو بزوجها المنتظر منذ بضع سنوات، وهي أول عضو بالعائلة الإمبراطورية يدرس في هذه الجامعة.
ويقول المراقبون إن خططها للتخلي عن منحة المهر الذي تدفعه عائلة العروس للزوج، ويبلغ في هذه الحالة 1ر1 مليون دولار، إنما تؤكد رغبتها في التمتع بالحرية.
وأضاف لوكووانت إن الأميرة ماكو لا ترغب في أن ينتهي بها الحال لتكون مثل عمتها ساياكو كورودا، وهي ابنة للإمبراطور السابق أكيهيتو والتي تزوجت أيضا رجلا من عامة الشعب عام 2005.
ومع ذلك تم زواج ساياكو كوردا وسط جميع الطقوس التقليدية كا تلقت مبلغ المهر، وعلى الرغم من أنها أصبحت الآن مواطنة عادية رسميا، فإنه يتعين عليها أن تعمل كأكبر قديسة لضريح إيسي، الذي يعد أعلى الأضرحة مقاما في ديانة الشينتو.
وبتخليها عن المهر المستحق لها، تريد ماكو أن تسكت أصوات المنتقدين وفي نفس الوقت أن تبتعد عن أية واجبات ملكية، وفقا لما قاله لوكووانت، وأضاف "إنها تلقي كل شيء وراء ظهرها".
وتقول وسائل الإعلام اليابانية إن ماكو تعتزم أيضا الانتقال إلى الولايات المتحدة، وأن تحصل على جواز سفر للمرة الأولى في حياتها كمواطنة عادية.
وبينما يتطلع كل من ماكو وكومورو إلى الحصول على الحرية، يبدي آخرون مخاوفهم إزاء مستقبل البلاط الإمبراطوري، حيث تتعرض أقدم ملكية وراثية في العالم لنضوب الذرية المؤهلة لتولي العرش بالتدريج.
ويعد الأمير هيساهيتو الأخ الصغر لماكو والذي يبلغ من العمر 15 عاما، هو الذكر الوحيد في الجيل الأصغر من ذرية العائلة الإمبراطورية، المؤهل لتولي المنصب بعد أبيهما ولي العهد أكيشينو.
وربما يؤدي زواج ماكو إلى تشجيع إحداث تغيير في البلاط الإمبراطورؤي الياباني، بما في ذلك القوانين التي تميز الأبناء الذكور.
اقرأ أيضا