يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرياض: لا يظهر أن لبنان اليوم قادر على مواجهة أزماته السياسية والاقتصادية التي أفضت به إلى غيابة العزلة والفقر والصراعات الداخلية والخارجية، بل بدا مقيداً عاجزاً حتى عن مواراة حماقات وزرائه الحزبيين المرتبطين بميليشيا حزب الله أو التحرر من عنجهيتهم الجوفاء التي عزلته عن محيطه ورمت به في أتون مصير مجهول، وإن كانت أزمة وزير الإعلام جورج قرداحي الأخيرة قد كشفت المزيد من الوجوه القبيحة التي لا علاقة لها بالسياسة والأعراف الدبلوماسية والصالح اللبناني والعربي العام، فوضعت مصير الدولة اللبنانية على صفيح هو الأشد سخونة من أي صفيح وضعت عليه من قبل.
بوحبيب يصب الزيت على النار
ونشرت صحيفة "عكاظ" السعودية، في ما يمثل حلقة جديدة من حلقات الانحياز الرسمي اللبناني إلى حزب الله وإيران بوجه محيطه العربي، تصريحات لوزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، أدلى بها على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع المملكة، حاول التراجع عنها مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها بعدما نصحه مستشاروه بالتراجع الفوري عنها، خوفًا من أن تثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني المحتقن على حكومته وسياستها وتخبط وزرائها.
أظهرت تسجيلات بوحبيب انسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله وأعوانه في طهران، وتناقض طرحه في الخفاء عما يظهر في العلن أمام اللبنانيين، وسعيه لشيطنة دول الخليج. فقد بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات قرداحي التي يراها اختلافاً، حين عاد إلى تصريحات سلفه الوزير السابق شربل وهبة مبرراً بقوله: "حتى عندما أقلنا وهبة لم تقدّر السعودية"، مضيفاً: "إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر".
حتى أن بوحبيب برر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة بقوله إن وجود سوق للمخدرات فيها هو الدافع الرئيسي خلف التهريب، لا تجار المخدرات في ضاحية بيروت، المعقل الرئيسي لميليشيا حزب الله!
كما حاول بوحبيب التخفيف من أهمية الدعم المالي الخليجي، فالمساعدات المهمة، بحسب قوله، كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، أما مساعدات السعودية فلم تكن للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي "لا نعرف أين صرفت"، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئا، بحسب ما نقلت "عكاظ".
"لماذا لا يتكلم معي؟"
وانتقد وزير خارجية لبنان سفير المملكة في لبنان وليد البخاري لأنه لم يهاتفه عند اندلاع الأزمة الأخيرة، متسائلاً بحرقة "لماذا لا يتكلم معي؟"!
وبحسب الصحيفة السعودية، ألمح الوزير ضمنياً إلى ابتلاء بلاده بمرض حذرت منه السعودية مرارا وتكرارا (تنظيم حزب الله)، إذ قال: "المشكلة مع السعودية إذا أخوك مريض - في إشارة إلى أن لبنان مريض بحزب الله - لا يمكنك أن تقول لي كلمني عندما تُشفى. أنا لا أستطيع أن أُشفى ولا أستطيع علاج المرض"، وهو لم يتردد في التأكيد أن حزب الله مشكلة في لبنان وللبنان، قائلاً: "الأمريكان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترمب وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا".
لم ينفِ بوحبيب إجراء المقابلة وما ورد في هذه التسجيلات، غير أنه أوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الثلثاء أن اللقاء الصحفي "كان مقرراً قبل نشوء الأزمة الراهنة، الخميس 28 أكتوبر الماضي".
أضاف: "يهمني التأكيد أن هدف هذه المقابلة كان السعي إلى فتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو هدف أعمل جاهداً لأجله".
قرداحي: تسجيل جديد
إلى ما قاله بوحبيب، تسرب تسجيل صوتي جديد، لمقابلة هاتفية أجرتها الناشطة في الثورة السورية ميسون بيرقدار مع وزير الإعلام جورج قرداحي، متخفية في شخصية الإعلامية المصرية لميس الحديدي، فأعاد تأكيد مواقفه التي أعلنها سابقًا، في دفاعه عن الحوثيين، حتى أنه جدد هجومه على المملكة العربية السعودية، واتهمها بأنها تضغط على اللبنانيين في المملكة، وتهددهم بترحيلهم وإنهاء عقودهم، وهو ما يجافي الحقيقة تمامًا.
فالقيادة السعودية مصرة على أن اللبنانيين في السعودية هو موضع ترحيب تام، وأنهم لن يتحملوا وزر ما تفعله حكومتهم.
وأضاف أن استقالته، إن حصلت، لن تجدي نفعًا مع السعودية، التي ترى في الحكومة اللبنانية حكومة حزب الله، وأن الرياض تريد استقالة الحكومة كلها.
واتهم قرداحي جماعات في لبنان بالتحريض عليه، مؤكدًا أن سليمان فرنجية هومن طرح اسمه لتولي حقيبة الإعلام في الحكومة الجديدة.
كما شن قرداحي هجومًا على الإعلامي فيصل القاسم، ووصفه بأنه ذو ميول قطرية وإخوانية، في ردة فعل على تسليط القاسم الضوء على تصريحات قرداحي الأخيرة المؤيدة للحوثيين ورئيس النظام السوري بشار الأسد.