التقاء ولى العهد السعودى محمد بن سلمان كان ختام جولة استمرت يومين للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لثلاث دول بمنطقة الخليج، والتى تسبق الانتخابات الرئاسية فى فرنسا المقررة فى مايو المقبل، وقد أسفرت الجولة عن عدة نتائج على الصعيدين السياسى والاقتصادى.

وقال ماكرون فى ختام جولته التى شملت الإمارات وقطر إن بلاده تشاطر السعودية مخاوفها من امتلاك إيران سلاحًا نوويًا واصفًا هذه المخاوف بالمشروعة.

وأضاف ماكرون الذى تحدّث فى مؤتمر صحفى قبل مغادرته جدّة: "هذه المخاوف لا تقتصر على جيران إيران، بل تشمل المنطقة برمتها والمجتمع الدولى”.

ماكرون وبن سلمان

واعتبر الرئيس الفرنسى أن مسألة معالجة السلاح النووى الإيرانى لا يمكن أن تتم من دون إرساء الاستقرار فى المنطقة، مشدّداً على ضرورة إشراك "أصدقاء فرنسا" فى المباحثات النووية فى إشارة إلى ضرورة أن تشمل المباحثات دول مجلس التعاون الخليجى وفى مقدّمها المملكة العربية السعودية.

وختم قائلاً: " ليس هناك حلّ سريع وسهل فيما يخص الملف النووى الإيراني. إنما هناك طريق متفق عليه حيث لا وجود لسلاح نووى إيرانى ولا تصعيد فى المنطقة على المدى القصير".

مبادرة فرنسية لحل أزمة لبنان

من ضمن نتائج الزيارة إعلان ماكرون أنه وبن سلمان اتصلا هاتفيًا برئيس الحكومة اللبناني، نجيب ميقاتي، لإرسال رسالة واضحة مفادها أنّ باريس والرياض تريدان الانخراط انخراطا كليا لدعم الشعب اللبناني ولإعادة كلّ العلاقات التجارية والاقتصادية لخدمة الشعب اللبناني في أموره المعيشية والحياتية فيما يخص الشؤون الغذائية والإنسانية وتلك المتعلقة بموارد الطاقة.

وقال ماكرون فى هذا الإطار: "نريد أن تعمل الحكومة بشكل طبيعى وأن تجتمع بأسرع وقت ممكن وأن تقوم بالإصلاحات المطلوبة"، لافتاً إلى أنه سيتصل بالرئيس اللبنانى فور عودته إلى العاصمة الفرنسية باريس.

وعلى صعيد آخر أعلن ماكرون نيته أن يفتح مكتبا دبلوماسيا لفرنسا فى أفغانستان دون أن يحدّد موعدًا زمنيًا لذلك، لافتاً إلى إجراء مباحثات مع الدول الأوروبية لتأمين موقع دبلوماسى مشترك فى كابل.

صفقة أسلحة مع الإمارات
 

وكان ماكرون قد استهل جولته الخليجية يوم الجمعة الماضى بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة حيث التقى ولى عهد أبو ظبى الشيح محمد بن زايد آل نهيان وأبرم الطرفان اتفاقًا عسكريًا بقيمة 16 مليار يورو تضمن صفقة بيع 80 طائرة رافال و12مروحية كاراكال يبدأ تسليمها ابتداء من عام 2027 وحتى2031.

ماكرون ومحمد بن زايد

وقال ماكرون عن هذه الصفقة إنها من أكبر الصفقات في تاريخ فرنسا ووصفتها وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي التي كانت في عداد الوفد الوزاري المرافق لماكرون بأنها "صفقة تاريخية" ستؤمّن مئات الوظائف للفرنسيين.