تتميز محافظة الداير بني مالك في منطقة جازان بكثرة القلاع والحصون الحجرية، والتي قد لا يتواجد مثيل لها على مستوى العالم، ومن أهم ما يميز هذه المحافظة هي القرى الأثرية المبنية من الحجارة، والتي عدها الباحثون أكبر تجمع للحصون الحجرية في العالم، والتي تجاوز عددها 100 قرية أثرية.
من جانبه أكد يحيى الخالدي، المهتم بتاريخ بني مالك، في تصريحات لقناة «العربية»، أن المباني العريقة التي تحتضنها محافظة الداير، تعطي مؤشرات على طبيعة الحياة التي كان يعيشها الإنسان العربي في هذه الجبال، والتي تتواجد بالقرب من أحواض الأودية الخصيبة وقمم الجبال الشاهقة.
وأوضح: تدل تلك المباني العظيمة على القوة والإتقان، حيث بلغت بعض هذه المباني سبعة أدوار بزوايا قائمة، أو بناء مدور، متميزة بروعة البناء وجودته الذي جعلها صامدة مئات السنين، مواجهة جميع ظروف الطبيعة.
وأضاف: "عند النظر إلى السقوف نجدها من الأشجار التي تنتشر في المنطقة، وأغلبها من العرعر والسدر، ويتكون السقف من عدة طبقات، الأولى السارية وهي خشبة كبيرة جداً تتوسط السقف، ويأتي بعدها الجلل وهي أخشاب أقل سمكاً، وتكون من اثنين إلى ستة حسب مساحة الغرفة، ثم يأتي بعدها الطبقة الثالثة وهي من الأخشاب المتوسطة، وتغطي كامل المساحة، وهذه تكون في الغالب من العرعر، ثم يوضع فوقها طبقة من الصخور المسطحة التي تكون مساحتها كبيرة وسمكها قليل "الصل" ثم يوضع فوقها طبقة من التراب تتراوح بين 15 سم و25 سم".
وقال الخالدي: توفر المباني الحجرية عزلًا كاملًا يدل على عبقرية الهندسة في هذه المباني، حيث يتوفر الدفء شتاءً والاعتدال صيفًا، وتختلف المباني حسب ما تستخدم له، فمنها مستودعات لحبوب الذرة والبن وتسمى "العلو" والأدوار السفلية تكون لتربية الماشية، وبعضها يستخدم للسكن، وجوار الدرج يكون المطبخ، بحيث يكون في أعلى الدرج فتحة جانبية يخرج منها الدخان تسمى "غرابة" لأن الطبخ بالحطب.
وأبان أنه تزين بعض الواجهات بحزام من المرو الأبيض أو تلييسها بالطين، ويستخدم الحديد في شبك النوافذ كما تستخدم الأخشاب في صناعة أبواب قوية جدًّا، ويستعمل لها أقفال من الخشب ومفاتيح من الحديد.
حول من يقوم ببناء هذه المباني العظيمة، يقول الخالدي: مختصون يطلق عليهم اسم باني أو عمّار، ومن أشهر القرى الحجرية في بني مالك، قرية الثاهر وخاشر في جبل خاشر، وقرية المسيجد والخطم والقريثة ومنصية وعثوان في جبل آل سعيد، وقرية آل قطيل "قرية البن" وقرية القزعة، وغيرها من القرى.
Dec. 24, 2021, 10:39 p.m. Dec. 24, 2021, 10:39 p.m. تتميز محافظة الداير بني مالك في منطقة جازان بكثرة القلاع والحصون الحجرية، والتي قد لا يتواجد مثيل لها على مستوى العالم، ومن أهم ما يميز هذه المحافظة هي القرى الأثرية المبنية من الحجارة، والتي عدها الب...تتميز محافظة الداير بني مالك في منطقة جازان بكثرة القلاع والحصون الحجرية، والتي قد لا يتواجد مثيل لها على مستوى العالم، ومن أهم ما يميز هذه المحافظة هي القرى الأثرية المبنية من الحجارة، والتي عدها الباحثون أكبر تجمع للحصون الحجرية في العالم، والتي تجاوز عددها 100 قرية أثرية.
من جانبه أكد يحيى الخالدي، المهتم بتاريخ بني مالك، في تصريحات لقناة «العربية»، أن المباني العريقة التي تحتضنها محافظة الداير، تعطي مؤشرات على طبيعة الحياة التي كان يعيشها الإنسان العربي في هذه الجبال، والتي تتواجد بالقرب من أحواض الأودية الخصيبة وقمم الجبال الشاهقة.
وأوضح: تدل تلك المباني العظيمة على القوة والإتقان، حيث بلغت بعض هذه المباني سبعة أدوار بزوايا قائمة، أو بناء مدور، متميزة بروعة البناء وجودته الذي جعلها صامدة مئات السنين، مواجهة جميع ظروف الطبيعة.
وأضاف: "عند النظر إلى السقوف نجدها من الأشجار التي تنتشر في المنطقة، وأغلبها من العرعر والسدر، ويتكون السقف من عدة طبقات، الأولى السارية وهي خشبة كبيرة جداً تتوسط السقف، ويأتي بعدها الجلل وهي أخشاب أقل سمكاً، وتكون من اثنين إلى ستة حسب مساحة الغرفة، ثم يأتي بعدها الطبقة الثالثة وهي من الأخشاب المتوسطة، وتغطي كامل المساحة، وهذه تكون في الغالب من العرعر، ثم يوضع فوقها طبقة من الصخور المسطحة التي تكون مساحتها كبيرة وسمكها قليل "الصل" ثم يوضع فوقها طبقة من التراب تتراوح بين 15 سم و25 سم".
وقال الخالدي: توفر المباني الحجرية عزلًا كاملًا يدل على عبقرية الهندسة في هذه المباني، حيث يتوفر الدفء شتاءً والاعتدال صيفًا، وتختلف المباني حسب ما تستخدم له، فمنها مستودعات لحبوب الذرة والبن وتسمى "العلو" والأدوار السفلية تكون لتربية الماشية، وبعضها يستخدم للسكن، وجوار الدرج يكون المطبخ، بحيث يكون في أعلى الدرج فتحة جانبية يخرج منها الدخان تسمى "غرابة" لأن الطبخ بالحطب.
وأبان أنه تزين بعض الواجهات بحزام من المرو الأبيض أو تلييسها بالطين، ويستخدم الحديد في شبك النوافذ كما تستخدم الأخشاب في صناعة أبواب قوية جدًّا، ويستعمل لها أقفال من الخشب ومفاتيح من الحديد.
حول من يقوم ببناء هذه المباني العظيمة، يقول الخالدي: مختصون يطلق عليهم اسم باني أو عمّار، ومن أشهر القرى الحجرية في بني مالك، قرية الثاهر وخاشر في جبل خاشر، وقرية المسيجد والخطم والقريثة ومنصية وعثوان في جبل آل سعيد، وقرية آل قطيل "قرية البن" وقرية القزعة، وغيرها من القرى.