الخميس، 09 يونيو 2022 04:00 ص
لم يتبق سوى 30 يوما على انطلاق شعائر الحج لبيت الله، باعتباره اهم المناسبات الروحية فى العالم العربى والإسلامى، ولا سيما أنه أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، وأصبح حاليا يشكل تحديا بيئيا مرتبط بتجمع أكثر من 2,5 مليون شخص من بقاع الأرض، وخاصة بالتوازى مع الإجراءات المشددة التي الزمت العالم خلال جائحة كورونا.
ومع التعافى بدأت وتيرة هذه الإجراءات تقل شيئا فشيئا، والعودة لسابق عهدها بشكل تدريجي، بالتوازي مع رفع القيود، واستمرار حملات التطعيم، حيث أعلنت دولة السعودية الشقيقة استئناف العمرة والحج وفق شروط.
وخلال الفترة الماضية خرجت علينا بعض المنظمات العالمية بمبادرات تسعى لتوعية المعتمرين والحجاج عبر العالم لتطبيق ما أسموه" الحج الأخضر"، للحفاظ على كوكب الأرض، فماذا يعنى هذا الحج الأخضر وكيف يصبح الحاج صديقا للبيئة وما هى أهم السلوكيات التي عليه أن يمارسها ليشارك فى التخفيف عن كوكب الأرض، ومن اين أتت هذه الفكرة .
بدأت الفكرة من قلب جامعة أم القرى بالسعودية حسب ما نشرته وكالة واس للانباء، عن انطلاق مبادرة مشروع "مخيم الحج الأخضر" وعمل العديد من الدراسات البحثية عليه ، حيث بدات التجربة تحديدًا عام 1431هـ ، الموافق نهاية عام 2010 ميلادية ، بهدف الحد من التأثيرات السلبية للمخلفات على بيئة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وضرورة الحفاظ على صحة وسلامة الحجاج، ومقدمي الخدمة، وكجزء من تطوير إدارة النفايات الصلبة بمشعر منى .
مشروع "مخيم الحج الأخضر" مر بـأربع مراحل خلال 12 سنة تقريبا، تخللها بعض الدراسات البحثية وتطبيق تجربة المشروع على عدد من مخيمات حجاج الداخل، حيث كانت بداية التجربة في موسم حج 1432، وانتهى العمل البحثي والتجريبي للمشروع عام 1437 ، وخلال عام 1439 تم تصميم دليل إجرائي لتنفيذه فى مخيمات مشعر منى، وبداية تعميم التجربة كانت عام 1440هـ .
واسفرت مراحل تجربة مشروع " مخيم الحج الأخضر" عبر الأعوام الماضية، أن المرحلة الأولى لتطبيق التجربة أثبتت أن هناك 33 % من الحجاج على استعداد لفرز مخلفاتهم ، و أن 26 % من النفايات البلاستيكية يتم فرزها فى 3 مخيمات بكمية تصل الى 365 كجم، أما المرحلة الثانية من التطبيق اكدت ان هناك 66 % يقومون بفرز مخلفاتهم.
الغريب فى الأمر أن هذه التجربة لم تأخذ حقها فى الانتشار بأسمها، لكن مع إطلاق إحدى المنظمات غير حكومية الدليل الأخضرَ، ومعه تطبيقاً هاتفيا لمرافقة الحجاج والمعتمرين لأجل مناسك "صديقة للبيئة"، بدأ يظهر من جديد مفهوم "الحج الأخضر".
يشمل هذا الدليل بعضا من النصائح للحجاج والمعتمرين تبدأ قبل سفر الحج للسعودية ، تقوم على أهمية مشاركة الحجاج في ورش بيئية يعقدها منظمو رحلات الحج من المجتمع المدنى وبعض شركات السياحة.
وشدد هذا الدليل على أن يقوم الحاج بتفادى استخدام الأكياس البلاستيكية خلال تجهيز أغراضه، طبقا لما أطلقته دولة السعودية عام 2018 كأحد الحلول البيئية لمواجهة والحد من استخدام أكياس البلاستيك، حيث أطلقت بلدية مكة، برنامجا لفرز النفايات، وبدأت تنظر في إمكانية فرض إعادة تدويرها، و تركيب لافتات ببعض اللغات لتشجيع الحجاج أنفسهم على فرز نفاياتهم بأنفسهم.
وطالب الدليل الأخضر المعتمرين والحجاج بأنهم فور وصولهم للأراضي المقدسة، لابد ان يتجنبوا استقلال السيارات والحافلات، وأن يقوموا باستخدام خدمة المترو أو القطار.
ومن أهم الإرشادات التي أطلقها الدليل للحج الأخضر أيضا، تجنب الأطعمة والمشروبات المغلفة، بقدر الإمكان لتخفيف وتقليل حجم المخلفات الصلبة، والمخلفات الرخوة والعضوية من بواقى الأطعمة خلال فترة الحج .
لم يغفل الدليل أيضا، أحد أهم طقوس شعائر الحج الأساسية، وهى "ذبح الأضحيات"، والمطالبة بضرورة الاكتفاء فقط بأضحية واحدة لكل أسرة، حتى لا تتراكم الجلود والمخلفات وتلوث المنطقة بيئيا.
ولم ينسى الدليل أزمة المياه العالمية، وضرورة ترشيد استخدامها وطالب الحجاج بضرورة التخفيف من استهلاك مياه الوضوء والاغتسال والطاقة الكهربائية.
هناك تحالف عالمى يسمى "أمة لأجل الأرض"، أعلن الفترة الماضية عبر مؤتمر صحفي الكترونى، عن إطلاق نسخة عربية من هذا الدليل لتعظيم دور المسلمين حول العالم بأهمية الحفاظ على الكوكب، والحفاظ على درجات حرارة الكوكب.
جدير بالذكر أن السعودية أعلنت مؤخرا عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، التي من شأنها المساهمة في تحقيق المستهدفات لمبادرة "السعودية الخضراء" تمهيدا لتحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن العالمية استدامة.