يستقبل حجاج بيت الله الحرام، غدا الثلاثاء، ثالث أيام التشريق وآخر أيام طواف الوداع لحجاج الداخل، وتستعد مكة المكرمة لوداع الحجاج القادمين من خارج المملكة العربية السعودية الأربعاء.
وكان المسجد الحرام وساحاته قد شهدت اليوم الإثنين، توافد حجاج البيت العتيق فى اليوم الثانى من أيام التشريق من مشعر منى، وذلك فى حشود غفيرة تحفها الرحمة والسكينة ويملؤها الأمن والسلام لأداء طواف الوداع لليوم 12 و13 ذى الحجة.
فيما أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، نجاح حج هذا العام، وقال: «يسعدنى أن أعلن نجاح خطط حج هذا العام على كافة الأصعدة الأمنية والخدمية والصحية دون تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن ولله الحمد، وبهذه المناسبة السعيدة على قلب كل مسلم، أرفع باسمى وباسم زملائى العاملين فى خدمة حجاج بيت الله الحرام أسمى آيات التهانى والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولى عهده الأمين، بمناسبة نجاح هذا التجمّع الإسلامى الكبير بفضل من الله عز وجل ثّم بما وفرته حكومة المملكة من إمكانات مادية ومشاريع تطويرية، وكوادر بشرية لخدمة الحجيج وتهيئة كافة السُبل ليؤدوا مناسكهم فى طمأنينة ويُسر".
وأضاف الفيصل: "كما أتقدم بالشكر لوزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على دعمه ومتابعته واعتماده للخطط الأمنية لحج هذا العام التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا النجاح، كما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لكافة الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن والذين قدموا أعمالاً جليلة جاءت من منطلق الرسالة السامية التي يتشرف كل مواطن سعودي بحملها، وأخصّ بالشكر رجال الأمن والكوادر الطبية الذين كان لهم دور بارز في خدمة ضيوف الرحمن والعمل على تأمينهم وتوفير الخدمات الطبية اللازمة لهم".
وأشار أمير مكة إلى أن ما نشهده من نجاحات في كل حج لم يأتِ وليد الصدفة، بل كان بعد توفيق الله بفضل ما توليه قيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله وأبنائه البررة من بعده حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولعل اختيار مسمى خادم الحرمين الشريفين لملوك هذه البلاد خير دليل على العناية والاهتمام الذي توليه بالمقدسات وقاصديها، ولقد خصّ الله السعوديين بميزة خدمة هذه البقاع وسيواصلون العمل دون كلل أو تقاعس لتكون أنموذجاً فريداً ومتميزاً".
واستعدت الرئاسة لاستقبال هذه الحشود وفق خطتها التنظيمية المعدة لحج هذا العام، إذ وضعت جميع الوكالات الإدارات التابعة لها خطط لهذه النفرة بالمشاركة مع الجهات المعنية والمشاركة في بيت الله الحرام لإنجاح هذه الخطط وتيسيرا لحجاج بيت الله من إتمام ركنهم الأخير من أركان وشعائر.
وتستمر وزارة الحج والعمرة ضمن جهودها في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام، بالشراكة مع الجهات العامة في متابعة ومراقبة حركة تفويج الحشود باستخدام التقنيات الحديثة، التي تشمل " كاميرات المراقبة الميدانية وتطبيق الهواتف الذكية واستخدام لوحة قياس الأداء ومنصة الحج الذكية"، بهدف تسهيل تأدية الحجاج لنسكهم بكل راحة وطمأنينة ويسّر.
وتنفذ الوزارة العديد من البرامج المتنوعة ضمن عمليات التفويج في جميع مراحلها منذ وصول الحاج وحتى مغادرته، من خلال مراقبة ومتابعة أعمال التفويج، والاستفادة من نتائج تلك المؤشرات لمعرفة الوضع الحالي والتدخل المباشر للمعالجة لتحقيق المستهدفات المنشودة من خطط المعتمدة، ومن أجل تجويد منظومة التفويج والتأكد من سلامة التخطيط وخط سير العمليات.
وتتضمن الخطط مراقبة أداء الخطط التنفيذية وحركة الحشود بالمشاعر المقدسة من خلال كاميرات المراقبة، حيث نجحت خطة وزارة الحج والعمرة اليوم، في تفويج الحجاج لرمي الجمرات في أول أيام التشريق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وسط خدمات تكاملية من مختلف الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج.
واتسمت انسيابية حركة الحجاج أثناء رميهم للجمرات الثلاث ابتداء من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، من خلال التقيد بالجدولة الزمنية التي خصصت لتفويجهم من المخيمات أو من خلال جسور المشاة مع قطار المشاعر، التي تمر على مسارات يتم منها توزيعهم على الأدوار المتعددة للجمرات وتحديد طرقات للذاهبين حتى لا تتعارض مع العائدين من الجمرات.
وتابعت الوزارة الخطة المرسومة للتفويج والتنسيق ومتابعة المستجدات، كما ألزمت شركات الطوافة والمجلس التنسيقي لحجاج الداخل بعدم السماح للحجاج بحمل أمتعة شخصية أثناء أداء رمي الجمرات، وضرورة توفر قائد فوج مع كل 90 حاج.
يُذكر أن الوزارة بدأت في تفعيل الخطط التنفيذية والآليات لعملية التفويج لأداء طواف الوداع الذي حدد يوم 12 و13 من شهر ذي الحجة للحجاج من داخل السعودية، ويوم 14 للحجاج من الخارج لأداء الطواف واكتمال برنامجهم سواء للتوجه إلى المدينة المنورة لاستكمال بقية الأيام حسب المدة المحددة أو التوجه إلى منافذ الخروج للعودة إلى بلدانهم سالمين غانمين.
خالد الفيصل
وضمن الجهود التنظيمية للحجاج، قد سخرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، (500) كادر أمن مدني لمتابعة سير تنظيم الحشود وإدارتها بجميع مواقع المسجد الحرام ومبنى الرئاسة ومرافقها الخارجية، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة داخل المسجد الحرام، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة.
وفى هذا السياق، أوضح الوكيل المساعد للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر فايز الحارثي، أن الوكالة تقوم بالعديد من المهام من خلال كوادر وطنية مؤهلة ومدربة لمتابعة سير عمليات الأمن والسلامة وحماية الأفراد ومتابعة أنظمة المرافق العامة، وذلك بالكشف المبكر عن جميع المخاطر، وفاعلية أنظمة الإطفاء، ومتابعة الصيانة الدورية لصناديق إطفاء الحريق وأجهزة الإنذار بالمسجد الحرام، والتأكد من سلامة طرق المشاة وإزالة جميع ما يعيق حركة ضيوف الرحمن خلال أداء مناسكهم من عقبات، وتطبيق خطة تقلبات حالة الطقس، وتهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام.
وأشار أن الرئاسة تساعد في تنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية والتنسيق مع العمليات بتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطوافة، وعدم الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن الطواف أو السعي وعدم الجلوس خلف المقام، وتوجيه الحجاج إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، وكذلك تنظيم مصلى الجنائز والمشاركة في ترتيبها وتنظيم دخول ذوي الجنائز في المصلى، والتأكيد عليهم باتباع الإجراءات الصحية بارتداء الكمامات والتعقيم المستمر ، إضافة لسعي الوكالة على حفظ ممتلكات معرض عمارة الحرمين المقام في توسعة الملك عبدالله وباب الفتح، وتنظيم دخول وخروج زوار مكتبة المسجد الحرام وعدم خروج محتويات المكتبة، وتنظيم الدخول لمواقف السيارات الخاصة بالرئاسة، والمحافظة على الممتلكات في كافة المواقع.
أطلقت وزارة الحج والعمرة، حملة "الأمنيات تحققت"، التي تهدف إلى بعث الأمل في نفوس المسلمين حول العالم بتحقق أمنياتهم في أداء فريضة الحج ، وذلك ضمن جهودها المستمرة خلال موسم حج هذا العام .وفق بيان لسفارة السعودية.
ونشرت الوزارة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا بـ7 لغات يُعبر بطريقة مشوقة عن شعار الحملة "الأمنيات_تحققت"، وشهد تفاعلاً كبيراً بين الأوساط المحلية والإسلامية حول العالم.
وتسعى الحملة إلى إيصال رسالة لجميع المسلمين حول العالم بأن دعواتهم التي يرددونها بشكل دائم بحج بيت الله الحرام، والصلاة في الحرمين الشريفين، وشرب ماء زمزم، ليست بالبعيدة السميع المجيب.
وأطلقت وزارة الحج والعمرة خلال موسم حج هذا العام عدة حملات منها "بشوق إليك"، و "الحجّ يبدأ منك"، و"التزام واهتمام"، إضافة إلى إطلاقها أدلة الحج التوعوية التي تتضمن 13 دليلًا توعويًا تفصيليًا بـ14 لغة بالشراكة مع الهيئة العامة للأوقاف، لتسهيل رحلة الحاج، بأسلوب سهل ومُبسط يشمل جميع المراحل التي يمر بها الحاج أثناء تأدية المناسك.
وكان حجاج البيت الحرام قد أدوا يوم "القر" على صعيد منى ورمى ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا جمرة العقبة الكبرى.
واتسمت حركة الحجيج في منشأة جسر الجمرات أمس بالانسيابية في أدواره المتعددة، حيث شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى، وأضحت منشأة حضارية في المشاعر المقدسة، وشاهداً على الاهتمام والرعاية اللتين توليهما القيادة الرشيدة لضيوف الرحمن.
وشهدت عملية الرمي استخدام نظام السير نحو الجمرات الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن، بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج.
بدورها، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزية جميع فرق ووحدات الدفاع المدني المنتشرة في جميع أرجاء منشأة الجمرات والساحات المحيطة بها؛ لتنفيذ خططها أثناء رمي الجمرات، والتعامل مع أي حالات طارئة تمثل خطراً على سلامة الحجيج خلال أداء هذا النسك من مناسك الحج طيلة أيام التشريق.
أكد متحدث وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي، أن الحالة الصحية العامة للحجاج مطمئنة، والخطة الصحية تواصل نجاحاتها مواكبة لتأدية الحجاج مناسكهم، ولم تسجل بينهم أي تفشٍّ أو حالات مرضية مؤثرة على الصحة العامة.
ودعا كافة الحجاج لتجنب الإجهاد الحراري (ضربات الشمس)؛ تفادياً لأي إصابات تتعلق بالإجهاد أو حدوث ضربات شمس، والوقاية من ذلك باستخدام المظلات وشرب السوائل والراحة بشكل مستمر أثناء تأدية المناسك وتجنب العدوى من خلال ارتداء الكمامة.
وفيما يتعلق بخدمات الحجاج أطلقت صحة الطائف خطتها الثانية في الحج على جميع طرقات الحجاج في رحلة العودة، وذلك بعد أداء حجاج بيت الله الحرام مناسكهم، وأوضح الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان، أن الشؤون الصحية تقوم بتنفيذ خطتها على جميع الطرقات لـتقديم الخدمات أثناء عودة الحجاج إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج، اعتبارًا من أمس الاثنين الموافق الثاني عشر من ذى الحجة، لافتاً إلى وجود متابعة ميدانية لتحركات ضيوف الرحمن بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بقيادة مدير إدارة الأزمات والكوارث خالد العتيبي، لتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية المختلفة من بداية الحج وحتى عودة الحجاج إلى بلدانهم.
وقد تم إنشاء مركز إسعافي بمركز السيل الكبير يدعم طريق السيل والرياض عند نفرة حجاج البر العابرين عبر طريق السيل.
يشار إلى أن إدارة الأزمات والكوارث بصحة الطائف فعلت منطقة دعم وإسناد بفرق وطواقم إسعافية وطبية بميقات الهدا تقدر بنحو 10 فرق على مدار الساعة.. لتقديم الدعم لمنطقة مكة عند أي طارئ، وذلك حتى مساء يوم 13.
ونوه الناطق الإعلامي بصحة الطائف إلى أن المستشفيات الداخلية والخارجية جاهزة تماما لاستقبال أي حالة طارئة.
وبالنسبة للجهود الأمنية، كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، وجود خطط أمنية للتعامل مع أي حادثة سواء جنائية أو أمنية أو طوارئ مناخية، واتخاذ اللازم حيالها.
وقال الشلهوب: «حجاج بيت الله أتوا لأداء مناسكهم بغض النظر عمَّا يتم اتخاذه، وتوجد حالات قام بها بعض الأشخاص تم الإعلان عنهم، وفي ما يتعلق بالحملات الوهمية وكذلك ممن يدعون بأن لديهم كوبونات الهدي، تم الإعلان عنها بشكل مباشر، والقبض عليهم قبل استكمال ما يرغبون به». وأكد الشلهوب اكتمال عمليات نقل الحجاج في رحلة المشاعر المقدسة، وعودتهم إلى مشعر منى، مقدما شكره لضيوف الرحمن على التزامهم بالتعليمات التي تنظم مواعيد رمي الجمرات وأداء طواف الإفاضة، وذلك من خلال تقيدهم بتنظيم التفويج واتباع الاتجاهات المحددة للسير على الطرق التي تؤدي إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام عند الذهاب والعودة، متطلعاً إلى الاستمرار في ذلك خلال إقامتهم في منى لرمي الجمرات في أيام التشريق، خصوصاً المتعجلين منهم للمغادرة من مشعر منى في ثاني أيام التشريق، والتزامهم بتعليمات التفويج إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام التي يحددها لهم القائمون على خدمتهم. وأفاد بأن قوات الأمن كافة استكملت استعداداتها لتنفيذ مهماتها في تنظيم حركة المشاة والحشود لرمي الجمرات خلال أيام التشريق، ويشمل ذلك مداخل منشأة الجمرات، وحول أحواض الرمي، وجميع الطرق التي تربط مواقع إقامة الحجاج بمنى مع منشأة الجمرات والمسجد الحرام، مشيراً إلى استمرار الجهات الخدمية في تنفيذ مهماتها بمشعر منى لتوفير كل ما تتطلبه إقامة ضيوف البيت الحرام من خدمات.
يستقبل حجاج بيت الله الحرام، غدا الثلاثاء، ثالث أيام التشريق وآخر أيام طواف الوداع لحجاج الداخل، وتستعد مكة المكرمة لوداع الحجاج القادمين من خارج المملكة العربية السعودية الأربعاء.
وكان المسجد الحرام وساحاته قد شهدت اليوم الإثنين، توافد حجاج البيت العتيق فى اليوم الثانى من أيام التشريق من مشعر منى، وذلك فى حشود غفيرة تحفها الرحمة والسكينة ويملؤها الأمن والسلام لأداء طواف الوداع لليوم 12 و13 ذى الحجة.
فيما أعلن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، نجاح حج هذا العام، وقال: «يسعدنى أن أعلن نجاح خطط حج هذا العام على كافة الأصعدة الأمنية والخدمية والصحية دون تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن ولله الحمد، وبهذه المناسبة السعيدة على قلب كل مسلم، أرفع باسمى وباسم زملائى العاملين فى خدمة حجاج بيت الله الحرام أسمى آيات التهانى والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولى عهده الأمين، بمناسبة نجاح هذا التجمّع الإسلامى الكبير بفضل من الله عز وجل ثّم بما وفرته حكومة المملكة من إمكانات مادية ومشاريع تطويرية، وكوادر بشرية لخدمة الحجيج وتهيئة كافة السُبل ليؤدوا مناسكهم فى طمأنينة ويُسر".
وأضاف الفيصل: "كما أتقدم بالشكر لوزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا على دعمه ومتابعته واعتماده للخطط الأمنية لحج هذا العام التي كان لها الأثر الكبير في تحقيق هذا النجاح، كما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لكافة الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن والذين قدموا أعمالاً جليلة جاءت من منطلق الرسالة السامية التي يتشرف كل مواطن سعودي بحملها، وأخصّ بالشكر رجال الأمن والكوادر الطبية الذين كان لهم دور بارز في خدمة ضيوف الرحمن والعمل على تأمينهم وتوفير الخدمات الطبية اللازمة لهم".
وأشار أمير مكة إلى أن ما نشهده من نجاحات في كل حج لم يأتِ وليد الصدفة، بل كان بعد توفيق الله بفضل ما توليه قيادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله وأبنائه البررة من بعده حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولعل اختيار مسمى خادم الحرمين الشريفين لملوك هذه البلاد خير دليل على العناية والاهتمام الذي توليه بالمقدسات وقاصديها، ولقد خصّ الله السعوديين بميزة خدمة هذه البقاع وسيواصلون العمل دون كلل أو تقاعس لتكون أنموذجاً فريداً ومتميزاً".
واستعدت الرئاسة لاستقبال هذه الحشود وفق خطتها التنظيمية المعدة لحج هذا العام، إذ وضعت جميع الوكالات الإدارات التابعة لها خطط لهذه النفرة بالمشاركة مع الجهات المعنية والمشاركة في بيت الله الحرام لإنجاح هذه الخطط وتيسيرا لحجاج بيت الله من إتمام ركنهم الأخير من أركان وشعائر.
وتستمر وزارة الحج والعمرة ضمن جهودها في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام، بالشراكة مع الجهات العامة في متابعة ومراقبة حركة تفويج الحشود باستخدام التقنيات الحديثة، التي تشمل " كاميرات المراقبة الميدانية وتطبيق الهواتف الذكية واستخدام لوحة قياس الأداء ومنصة الحج الذكية"، بهدف تسهيل تأدية الحجاج لنسكهم بكل راحة وطمأنينة ويسّر.
وتنفذ الوزارة العديد من البرامج المتنوعة ضمن عمليات التفويج في جميع مراحلها منذ وصول الحاج وحتى مغادرته، من خلال مراقبة ومتابعة أعمال التفويج، والاستفادة من نتائج تلك المؤشرات لمعرفة الوضع الحالي والتدخل المباشر للمعالجة لتحقيق المستهدفات المنشودة من خطط المعتمدة، ومن أجل تجويد منظومة التفويج والتأكد من سلامة التخطيط وخط سير العمليات.
وتتضمن الخطط مراقبة أداء الخطط التنفيذية وحركة الحشود بالمشاعر المقدسة من خلال كاميرات المراقبة، حيث نجحت خطة وزارة الحج والعمرة اليوم، في تفويج الحجاج لرمي الجمرات في أول أيام التشريق ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، وسط خدمات تكاملية من مختلف الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج.
واتسمت انسيابية حركة الحجاج أثناء رميهم للجمرات الثلاث ابتداء من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، من خلال التقيد بالجدولة الزمنية التي خصصت لتفويجهم من المخيمات أو من خلال جسور المشاة مع قطار المشاعر، التي تمر على مسارات يتم منها توزيعهم على الأدوار المتعددة للجمرات وتحديد طرقات للذاهبين حتى لا تتعارض مع العائدين من الجمرات.
وتابعت الوزارة الخطة المرسومة للتفويج والتنسيق ومتابعة المستجدات، كما ألزمت شركات الطوافة والمجلس التنسيقي لحجاج الداخل بعدم السماح للحجاج بحمل أمتعة شخصية أثناء أداء رمي الجمرات، وضرورة توفر قائد فوج مع كل 90 حاج.
يُذكر أن الوزارة بدأت في تفعيل الخطط التنفيذية والآليات لعملية التفويج لأداء طواف الوداع الذي حدد يوم 12 و13 من شهر ذي الحجة للحجاج من داخل السعودية، ويوم 14 للحجاج من الخارج لأداء الطواف واكتمال برنامجهم سواء للتوجه إلى المدينة المنورة لاستكمال بقية الأيام حسب المدة المحددة أو التوجه إلى منافذ الخروج للعودة إلى بلدانهم سالمين غانمين.
خالد الفيصل
وضمن الجهود التنظيمية للحجاج، قد سخرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، (500) كادر أمن مدني لمتابعة سير تنظيم الحشود وإدارتها بجميع مواقع المسجد الحرام ومبنى الرئاسة ومرافقها الخارجية، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة داخل المسجد الحرام، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة.
وفى هذا السياق، أوضح الوكيل المساعد للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر فايز الحارثي، أن الوكالة تقوم بالعديد من المهام من خلال كوادر وطنية مؤهلة ومدربة لمتابعة سير عمليات الأمن والسلامة وحماية الأفراد ومتابعة أنظمة المرافق العامة، وذلك بالكشف المبكر عن جميع المخاطر، وفاعلية أنظمة الإطفاء، ومتابعة الصيانة الدورية لصناديق إطفاء الحريق وأجهزة الإنذار بالمسجد الحرام، والتأكد من سلامة طرق المشاة وإزالة جميع ما يعيق حركة ضيوف الرحمن خلال أداء مناسكهم من عقبات، وتطبيق خطة تقلبات حالة الطقس، وتهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام.
وأشار أن الرئاسة تساعد في تنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية والتنسيق مع العمليات بتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطوافة، وعدم الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن الطواف أو السعي وعدم الجلوس خلف المقام، وتوجيه الحجاج إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، وكذلك تنظيم مصلى الجنائز والمشاركة في ترتيبها وتنظيم دخول ذوي الجنائز في المصلى، والتأكيد عليهم باتباع الإجراءات الصحية بارتداء الكمامات والتعقيم المستمر ، إضافة لسعي الوكالة على حفظ ممتلكات معرض عمارة الحرمين المقام في توسعة الملك عبدالله وباب الفتح، وتنظيم دخول وخروج زوار مكتبة المسجد الحرام وعدم خروج محتويات المكتبة، وتنظيم الدخول لمواقف السيارات الخاصة بالرئاسة، والمحافظة على الممتلكات في كافة المواقع.
أطلقت وزارة الحج والعمرة، حملة "الأمنيات تحققت"، التي تهدف إلى بعث الأمل في نفوس المسلمين حول العالم بتحقق أمنياتهم في أداء فريضة الحج ، وذلك ضمن جهودها المستمرة خلال موسم حج هذا العام .وفق بيان لسفارة السعودية.
ونشرت الوزارة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا بـ7 لغات يُعبر بطريقة مشوقة عن شعار الحملة "الأمنيات_تحققت"، وشهد تفاعلاً كبيراً بين الأوساط المحلية والإسلامية حول العالم.
وتسعى الحملة إلى إيصال رسالة لجميع المسلمين حول العالم بأن دعواتهم التي يرددونها بشكل دائم بحج بيت الله الحرام، والصلاة في الحرمين الشريفين، وشرب ماء زمزم، ليست بالبعيدة السميع المجيب.
وأطلقت وزارة الحج والعمرة خلال موسم حج هذا العام عدة حملات منها "بشوق إليك"، و "الحجّ يبدأ منك"، و"التزام واهتمام"، إضافة إلى إطلاقها أدلة الحج التوعوية التي تتضمن 13 دليلًا توعويًا تفصيليًا بـ14 لغة بالشراكة مع الهيئة العامة للأوقاف، لتسهيل رحلة الحاج، بأسلوب سهل ومُبسط يشمل جميع المراحل التي يمر بها الحاج أثناء تأدية المناسك.
وكان حجاج البيت الحرام قد أدوا يوم "القر" على صعيد منى ورمى ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعد أن رموا جمرة العقبة الكبرى.
واتسمت حركة الحجيج في منشأة جسر الجمرات أمس بالانسيابية في أدواره المتعددة، حيث شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى، وأضحت منشأة حضارية في المشاعر المقدسة، وشاهداً على الاهتمام والرعاية اللتين توليهما القيادة الرشيدة لضيوف الرحمن.
وشهدت عملية الرمي استخدام نظام السير نحو الجمرات الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن، بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج.
بدورها، أكدت المديرية العامة للدفاع المدني جاهزية جميع فرق ووحدات الدفاع المدني المنتشرة في جميع أرجاء منشأة الجمرات والساحات المحيطة بها؛ لتنفيذ خططها أثناء رمي الجمرات، والتعامل مع أي حالات طارئة تمثل خطراً على سلامة الحجيج خلال أداء هذا النسك من مناسك الحج طيلة أيام التشريق.
أكد متحدث وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي، أن الحالة الصحية العامة للحجاج مطمئنة، والخطة الصحية تواصل نجاحاتها مواكبة لتأدية الحجاج مناسكهم، ولم تسجل بينهم أي تفشٍّ أو حالات مرضية مؤثرة على الصحة العامة.
ودعا كافة الحجاج لتجنب الإجهاد الحراري (ضربات الشمس)؛ تفادياً لأي إصابات تتعلق بالإجهاد أو حدوث ضربات شمس، والوقاية من ذلك باستخدام المظلات وشرب السوائل والراحة بشكل مستمر أثناء تأدية المناسك وتجنب العدوى من خلال ارتداء الكمامة.
وفيما يتعلق بخدمات الحجاج أطلقت صحة الطائف خطتها الثانية في الحج على جميع طرقات الحجاج في رحلة العودة، وذلك بعد أداء حجاج بيت الله الحرام مناسكهم، وأوضح الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان، أن الشؤون الصحية تقوم بتنفيذ خطتها على جميع الطرقات لـتقديم الخدمات أثناء عودة الحجاج إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج، اعتبارًا من أمس الاثنين الموافق الثاني عشر من ذى الحجة، لافتاً إلى وجود متابعة ميدانية لتحركات ضيوف الرحمن بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بقيادة مدير إدارة الأزمات والكوارث خالد العتيبي، لتقديم الخدمات الإسعافية والعلاجية المختلفة من بداية الحج وحتى عودة الحجاج إلى بلدانهم.
وقد تم إنشاء مركز إسعافي بمركز السيل الكبير يدعم طريق السيل والرياض عند نفرة حجاج البر العابرين عبر طريق السيل.
يشار إلى أن إدارة الأزمات والكوارث بصحة الطائف فعلت منطقة دعم وإسناد بفرق وطواقم إسعافية وطبية بميقات الهدا تقدر بنحو 10 فرق على مدار الساعة.. لتقديم الدعم لمنطقة مكة عند أي طارئ، وذلك حتى مساء يوم 13.
ونوه الناطق الإعلامي بصحة الطائف إلى أن المستشفيات الداخلية والخارجية جاهزة تماما لاستقبال أي حالة طارئة.
وبالنسبة للجهود الأمنية، كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب، وجود خطط أمنية للتعامل مع أي حادثة سواء جنائية أو أمنية أو طوارئ مناخية، واتخاذ اللازم حيالها.
وقال الشلهوب: «حجاج بيت الله أتوا لأداء مناسكهم بغض النظر عمَّا يتم اتخاذه، وتوجد حالات قام بها بعض الأشخاص تم الإعلان عنهم، وفي ما يتعلق بالحملات الوهمية وكذلك ممن يدعون بأن لديهم كوبونات الهدي، تم الإعلان عنها بشكل مباشر، والقبض عليهم قبل استكمال ما يرغبون به». وأكد الشلهوب اكتمال عمليات نقل الحجاج في رحلة المشاعر المقدسة، وعودتهم إلى مشعر منى، مقدما شكره لضيوف الرحمن على التزامهم بالتعليمات التي تنظم مواعيد رمي الجمرات وأداء طواف الإفاضة، وذلك من خلال تقيدهم بتنظيم التفويج واتباع الاتجاهات المحددة للسير على الطرق التي تؤدي إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام عند الذهاب والعودة، متطلعاً إلى الاستمرار في ذلك خلال إقامتهم في منى لرمي الجمرات في أيام التشريق، خصوصاً المتعجلين منهم للمغادرة من مشعر منى في ثاني أيام التشريق، والتزامهم بتعليمات التفويج إلى منشأة الجمرات والمسجد الحرام التي يحددها لهم القائمون على خدمتهم. وأفاد بأن قوات الأمن كافة استكملت استعداداتها لتنفيذ مهماتها في تنظيم حركة المشاة والحشود لرمي الجمرات خلال أيام التشريق، ويشمل ذلك مداخل منشأة الجمرات، وحول أحواض الرمي، وجميع الطرق التي تربط مواقع إقامة الحجاج بمنى مع منشأة الجمرات والمسجد الحرام، مشيراً إلى استمرار الجهات الخدمية في تنفيذ مهماتها بمشعر منى لتوفير كل ما تتطلبه إقامة ضيوف البيت الحرام من خدمات.