الجمعة، 09 ديسمبر 2022 05:15 م
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن انعقاد أول قمة عربية - صينية يعكس المستوى الرفيع الذي بلغته علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، كما يعد تتويجاً لمسارٍ طويل من النجاح الذي حققه منتدى التعاون العربي الصيني منذ تأسيسه عام 2004 في القاهرة.
وأضاف، خلال كلمته أمام القمة العربية - الصينية المنعقدة حاليا في العاصمة السعودية الرياض، أن العلاقات العربية الصينية حظيت خلال العقدين الماضيين بأهمية خاصة ضمن أجندة الدبلوماسية العربية الجماعية.. وصار الارتقاء بالعلاقات أحد البنود التي تعرض باستمرار على جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية، كما يؤكد المجلس دوماً على حرص الدول العربية على تعزيز تلك العلاقات مع الصين في مختلف المجالات.
وأشاد الأمين العام بالجهد المبذول لتطوير العلاقات بشكل جماعي كما نفعل اليوم من خلال هذه القمة، يأخذ العلاقات بين الجانبين إلى مستوى أبعد وأعمق مؤكدا إن الصين تُعد اليوم الشريك التجاري الأكبر للعالم العربي.
ولا تقتصر العلاقات بين الجانبين على الاقتصاد والتجارة، بحسب أبو الغيط، بل هي تقف على قاعدة صلبة من التلاقي الثقافي والإنساني بين نظامين حضاريين يضرب كل منهما بجذوره في أعماق التاريخ ولدى كلٍ منهما اعتزازٌ كبير بهذا العمق الثقافي والحضاري الممتد في الزمن، والمستمر في العصر الحاضر كما لدى كلٍ منهما الرغبة الأكيدة في مد جسور التعاون على كافة المستويات الإنسانية والثقافية والعلمية والأكاديمية.
وأضاف أن العلاقات العربية - الصينية تقف على أرضية صلبة من المبادئ المشتركة، مقدرا دعم الصين المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حقه المشروع فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
وأضاف إن الوضع في الأراضى الفلسطينية المحتلة غير قابل للاستمرار في ظل غياب أي أفق لتسوية سلمية على أساس حل الدولتين.. بما يُنذر بانفجار خطير لن يكون فى مصلحة الاستقرار فى الشرق الاوسط.. ونتطلع لقيام الصين الصديقة بكل تأثيرها على الساحة الدولية، بالدفع في اتجاه إطلاق عملية سلمية ذات مصداقية تقود إلى إنهاء هذا الاحتلال الذى طال أمده متطلعا إلى دعم المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وحول ظاهرة التغير المناخي، يقول الأمين العام إن مواجهتها تقاسماً عادلاً للأعباء، ومعادلة منصفة للانتقال إلى نظام اقتصادي أقل ضرراً بالبيئة، وأقل تسبباً في الانبعاثات من دون الإجحاف بحقوق الدول النامية في النمو، وبنظرة بعيدة المدى وتدريجية للتحول في مصادر الطاقة لا يكون من شأنها زعزعة الاقتصاد العالمي.
واعتبر أن توثيق التعاون العربي الصيني يُمكن أن يُطلق طاقات هائلة، وفرصاً بلا حدود خاصة لقطاع الشباب، فإمكانيات التنمية في المنطقة العربية كبيرة وواعدة والخطط التنموية الطموحة يُمكن أن تغير وجه المستقبل مشيدا بالمبادرات الرائدة التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينج وبالأخص كلا من مبادرة "الحزام والطريق"، ومبادرة "التنمية العالمية"، واللتين تشكلان فرصاً هامةً لتعزيز أواصر التعاون بين الدول النامية ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية واعدة.