نحتفل اليوم بذكرى يوم التأسيس السعودي، تلك الذكرى المُميزة لدى الأشقاء السعوديين؛ من مُنطلق العلاقات الثنائية المُمتدة بين البلدين على مرّ التاريخ، فهي علاقات تتميز بطابع خاص على المستويين الرسمي والشعبي، ولعل عبارة الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، "لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب"؛ تعكس الكثير حول أهمية ومكانة مصر لدى المملكة، التي حرصت منذ اللحظة الأولى على توطيد العلاقات معها، ولاسيما السياسية والاستراتيجية، وقد تم بالفعل توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في 1926م / 1355هـ، وفي 1939م / 1308هـ تم توقيع اتفاقية التعمير بالرياض، والتي بناء عليها أنجزت مصر عدد من المشروعات بالسعودية.
كما وقفت المملكة إلى جانب مصر مؤيدة مطالبها في جلاء القوات البريطانية عن أراضيها، وفي 1956م دعمت السعودية مصر في مجالات مختلفة منها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأيضًا أعلنت التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان على مصر. ولا ننسى معركة البترول التي قادتها المملكة لمساندة مصر في حرب أكتوبر 1973، تلك الحرب التي أكدت على أهمية التوافق الاستراتيجي والسياسي بين مصر والمملكة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية برُمتها. وتشهد السنوات الماضية على الكثير من الزيارات واللقاءات المُتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين من الجانبين المصري والسعودي، وما ترتب عليها من توافق في الرؤى السياسية إلى جانب عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية.
اليوم الموافق 22 فبراير تحل الذكرى الثانية للاحتفال الرسمي بهذا اليوم، حيث أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في يناير من العام الماضي، قرارًا بأن يكون هذا اليوم إجازة رسمية من كل عام، احتفالًا بتأسيس الدولة السعودية قبل 3 قرون، والتي بدأت ومهدت طريق المجد في الدولة السعودية الثالثة، وتأكيدًا على البطولات التي قدمها الآباء والأجداد المؤسسون. وخصصت حكومة المملكة عددًا من الفعاليات احتفالًا باليوم التاريخي، تتضمن ألعابًا نارية ومؤثرات صوتية وعروضًا تتحدث عن تاريخ السعودية. هذا وتطلق عدد من المحلات والسلاسل التجارية عروضًا وتخفيضات احتفالًا بهذا اليوم المُميز، والذي يصفه السعوديون بيوم العزة والشرف.
ويُعرب السعوديون عن إعجابهم بشعار يوم التأسيس، حيث يجمع بين العراقة والتاريخ والشجاعة وطبيعة البيئة الاجتماعية السعودية؛ فهو يشتمل على (السوق/الخيل العربية/النخلة/الصقارة/العلم السعودي)، ومن ثم يرى الشعب السعودي أنه أجمل شعار لوطن أبى وتاريخ يتجدد بهمة وعزيمة أبنائه. كما أعرب عدد من الخبراء والسياسيين السعوديين في حديث خاص مع "اليوم السابع" عن مدى اعتزاز الشعب السعودي بهذه الذكرى وما تحمله من دلالات لتاريخ ممتد يعكس الأصالة وعُمق الجذور التاريخية، إلى جانب ترحيبهم باحتفال الأشقاء بهذا اليوم العزيز على قلوبهم جميعًا.
من التأسيس إلى التوحيد ملحمة خالدة
يقول أستاذ الإعلام السياسي السعودي، الدكتور عبدالله العساف أن "المملكة العربية السعودية ليست دولة طارئة على التاريخ، فجذورها ضاربة أطنابها في مهدها ومنبعها، فالجزيرة العربية منذ آلاف السنين، قبل البعثة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وبعد نهاية عهد الخلافة الراشدة وما تبعها من العهدين الأموي والعباسي، كانت قد أصبحت في حالة من عدم الاستقرار والضعف، ساهمت في قيام المدن (الدولة) المستقلة city states والتي كانت النموذج السائد في نجد أنداك، وكان لكل مدينة (دولة) حدود جغرافية معلومة، تتخذ غالبًا من طبيعتها الجغرافية أسوارًا تؤمن لها الحماية، وكانت تعتمد على مواردها من الماء والغذاء، رغم ندرتهما، بالإضافة إلى بعض مبادلاتها التجارية مع محيطها القريب، من البادية والحاضرة، مشيرًا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن "في يوم التأسيس، يحق لكل مواطن ومواطنة التباهي والفخر والاعتزاز بصفحات تاريخ المملكة الناصعة، بدءًا من الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود، لتكون المرتكز الحقيقي الذي تأسست عليه الدولة السعودية الثانية بعد 7 سنوات، وصولًا إلى الدولة الثالثة الحالية.
وتابع "العساف" بأن تاريخ السعودية في كافة مراحلها حافل بالإنجازات والبطولات التي تنمي الشعور بالوطنية، واللذان يعدان من أهم ركائز الدول، لقد باتت الحاجة ملحة إلى إعادة قراءة وكتابة التاريخ السعودي، ليعلم جيل الشباب إلى أي مدى وصلت عراقة المملكة وإرثها التاريخي؛ كما أنها تسابق اليوم الدول العشرين، فضلًا عن غيرها من دول العالم في ميادين الاقتصاد والسياسة والتقنية والفكر والعلم والترسانة العسكرية والقوة الأمنية.
وقال "المتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية يجد ارتباطًا وثيقًا بين يوم التأسيس واليوم الوطني - من حيث الأهداف والتطلعات - والنقلة التي شهدتها البلاد في كلتا المرحلتين، حيث قيام الدولة السعودية الأولى وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه، فقد بدأ كلاهما عهده بعد فوضى وتمزّق وانقسام وعمل كل منهما على توحيد الأرض والكلمة والصف ووضع أسس الاستقرار والأمن والبناء والازدهار".
وأعرب "العساف" عن اعتزاز السعوديين بمناسبات المملكة الوطنية، قائلًا: "لقد صار لدينا يومان وطنيان نتوقف عندهما طويلًا، فمن التأسيس إلى التوحيد ملحمة خالدة، وقصص نادرة، تستحق أن تروى بطرق متعددة، لكن يجب أن يكون للإعلام والسينما السعودية، على وجه الخصوص دور الراوي، والمؤرخ المتمكن من رواية الأحداث وتقديمها، ولكن بطريقة جاذبة وواعية قادرة على النفاذ لمختلف الشعوب، والثقافات، وألا تقتصر على الجمهور المحلي".
من جانبه يقول رئيس تحرير صحيفة سبق السعودية، علي الحازمي: "قد لا يكون من قبيل المبالغة القول أنه ما من دولة تشهد تحولات تاريخية مثلما يحدث في المملكة العربية السعودية.. لذا كل يوم - حاليًا وأجزم بذلك - تشهد السعودية منجزًا أو حدثًا عالميًا، وهذه التحولات الضخمة تجعل من المملكة محط أنظار للعالم، ما يجعل المناسبات الوطنية تحديدًا تكتسب أهمية كبيرة؛ إذ يرغب العالم في التعرف أكثر على هذا الدولة المنطلقة بسرعة الصاروخ، وفق رؤية عظيمة تسبق توقعاتها"، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "يمكننا القول أن يوم التأسيس يسير بخطٍ موازٍ مع اليوم الوطني في أهمية متعاظمة، بل إن يوم التأسيس الذي سيطل في عامه الثاني بعد إقراره؛ سيرسل رسائل في غاية العمق، بأن هذه الدولة العظيمة بقيادتها وشعبها وقبل ذلك بتوفيق الله عز وجل ليست دولة طارئة أو عابرة؛ بل هي ذات تاريخ أصيل يعود لأكثر من 3 قرون بنيت وأسست على يد رجال عظام أسسوا للكرم والشجاعة والمجد".
وتابع "الحازمي" بأن "السعودية المتناغمة اليوم بتنوع مذهل، وثقافة أصيلة تحتفل ويحتفل بها الأشقاء المخلصون في مثل هذه المناسبات الخالدة، فيوم التأسيس هو أكبر من دلالات الكلمات لتخطيه الحدود المكانية والجغرافية ليقدم للعالم صورة حقيقية عن بلادنا العظيمة.. السعوديون اليوم ملتفون أكبر من أي وقت مضى، ملتحمون مع قيادتهم في توليفة أكبر، والحمدلله نمر من كل التحديات والمصاعب في عالم متنامي المخاطر".
وختم حديثه قائلًا: "كل عام والسعودية في قلوب أصدقائها وأحبابها، وفي عمق منجزاتها بلدًا أصيلًا عظيمًا متشرفًا بالبلاد الطاهرة التي حباها الله الكريم بالاهتمام بها، وهي بذلك وغيره قبلة الإنسانية والدعم بلا تمييز لأي كان".
فيما يؤكد المفكر والكاتب السعودي، الدكتور حسن مشهور أن يوم التأسيس يُمثل لكل مواطن سعودي ذكرى تاريخية مجيدة، ومرجعية تأصيلية للوجود السعودي الراهن في العهد السعودي الزاهر، المتمثل في المملكة العربية السعودية التي تحوي المقدسات الإسلامية التي تمتد إليها أعناق العالمين العربي والإسلامي، وتعمل بمنطلقات دينية وإنسانية وحضارية في ذات الوقت؛ سعيًا للوصول لواجهة العوالم الحضارية، وقيادة العالم الإسلامي، مع المحافظة على الإرث السعودي العظيم الذي يفتخر به الشعب السعودي. وقال في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "هويتنا السعودية التي تتمظهر في حبنا وتأييدنا واصطفافنا خلف قيادتنا السعودية المباركة في كافة قراراتها، ممثلةً في مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله". وأضاف أن "يوم التأسيس جرت أحداثه في العام ١١٣٩هجرية، أي العام ١٧٢٧م، وتمثل في تولي الإمام محمد بن سعود رحمه الله الحكم في الدرعية، وشهد حينها العديد من الإنجازات التاريخية التي تمثلت في تأسيس دولة سعودية تقوم على شرع الله عز وجل، وتعمل على نشر الدين الإسلامي القويم، وتكرس جهدها لضمان استتباب الأمن في الجزيرة العربية والجوار العربي".
وأوضح "مشهور" أن عملية الاحتفال بهذا اليوم تأتي غالية على قلب كل سعودي، لأنها تُمثل انعكاسًا لاعتزاز السعوديين بالجذور الراسخة للمملكة، ولارتباطهم الوثيق كمواطنين سعوديين بقادتهم، منذ عهد الإمام محمد بن سعود أي منذ 3 قرون، وصولًا للعهد السعودي الحالي الذي تمثله حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
نحتفل اليوم بذكرى يوم التأسيس السعودي، تلك الذكرى المُميزة لدى الأشقاء السعوديين؛ من مُنطلق العلاقات الثنائية المُمتدة بين البلدين على مرّ التاريخ، فهي علاقات تتميز بطابع خاص على المستويين الرسمي والشعبي، ولعل عبارة الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، "لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب"؛ تعكس الكثير حول أهمية ومكانة مصر لدى المملكة، التي حرصت منذ اللحظة الأولى على توطيد العلاقات معها، ولاسيما السياسية والاستراتيجية، وقد تم بالفعل توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين في 1926م / 1355هـ، وفي 1939م / 1308هـ تم توقيع اتفاقية التعمير بالرياض، والتي بناء عليها أنجزت مصر عدد من المشروعات بالسعودية.
كما وقفت المملكة إلى جانب مصر مؤيدة مطالبها في جلاء القوات البريطانية عن أراضيها، وفي 1956م دعمت السعودية مصر في مجالات مختلفة منها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأيضًا أعلنت التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان على مصر. ولا ننسى معركة البترول التي قادتها المملكة لمساندة مصر في حرب أكتوبر 1973، تلك الحرب التي أكدت على أهمية التوافق الاستراتيجي والسياسي بين مصر والمملكة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية برُمتها. وتشهد السنوات الماضية على الكثير من الزيارات واللقاءات المُتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين من الجانبين المصري والسعودي، وما ترتب عليها من توافق في الرؤى السياسية إلى جانب عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية.
اليوم الموافق 22 فبراير تحل الذكرى الثانية للاحتفال الرسمي بهذا اليوم، حيث أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في يناير من العام الماضي، قرارًا بأن يكون هذا اليوم إجازة رسمية من كل عام، احتفالًا بتأسيس الدولة السعودية قبل 3 قرون، والتي بدأت ومهدت طريق المجد في الدولة السعودية الثالثة، وتأكيدًا على البطولات التي قدمها الآباء والأجداد المؤسسون. وخصصت حكومة المملكة عددًا من الفعاليات احتفالًا باليوم التاريخي، تتضمن ألعابًا نارية ومؤثرات صوتية وعروضًا تتحدث عن تاريخ السعودية. هذا وتطلق عدد من المحلات والسلاسل التجارية عروضًا وتخفيضات احتفالًا بهذا اليوم المُميز، والذي يصفه السعوديون بيوم العزة والشرف.
ويُعرب السعوديون عن إعجابهم بشعار يوم التأسيس، حيث يجمع بين العراقة والتاريخ والشجاعة وطبيعة البيئة الاجتماعية السعودية؛ فهو يشتمل على (السوق/الخيل العربية/النخلة/الصقارة/العلم السعودي)، ومن ثم يرى الشعب السعودي أنه أجمل شعار لوطن أبى وتاريخ يتجدد بهمة وعزيمة أبنائه. كما أعرب عدد من الخبراء والسياسيين السعوديين في حديث خاص مع "اليوم السابع" عن مدى اعتزاز الشعب السعودي بهذه الذكرى وما تحمله من دلالات لتاريخ ممتد يعكس الأصالة وعُمق الجذور التاريخية، إلى جانب ترحيبهم باحتفال الأشقاء بهذا اليوم العزيز على قلوبهم جميعًا.
من التأسيس إلى التوحيد ملحمة خالدة
يقول أستاذ الإعلام السياسي السعودي، الدكتور عبدالله العساف أن "المملكة العربية السعودية ليست دولة طارئة على التاريخ، فجذورها ضاربة أطنابها في مهدها ومنبعها، فالجزيرة العربية منذ آلاف السنين، قبل البعثة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وبعد نهاية عهد الخلافة الراشدة وما تبعها من العهدين الأموي والعباسي، كانت قد أصبحت في حالة من عدم الاستقرار والضعف، ساهمت في قيام المدن (الدولة) المستقلة city states والتي كانت النموذج السائد في نجد أنداك، وكان لكل مدينة (دولة) حدود جغرافية معلومة، تتخذ غالبًا من طبيعتها الجغرافية أسوارًا تؤمن لها الحماية، وكانت تعتمد على مواردها من الماء والغذاء، رغم ندرتهما، بالإضافة إلى بعض مبادلاتها التجارية مع محيطها القريب، من البادية والحاضرة، مشيرًا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن "في يوم التأسيس، يحق لكل مواطن ومواطنة التباهي والفخر والاعتزاز بصفحات تاريخ المملكة الناصعة، بدءًا من الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود، لتكون المرتكز الحقيقي الذي تأسست عليه الدولة السعودية الثانية بعد 7 سنوات، وصولًا إلى الدولة الثالثة الحالية.
وتابع "العساف" بأن تاريخ السعودية في كافة مراحلها حافل بالإنجازات والبطولات التي تنمي الشعور بالوطنية، واللذان يعدان من أهم ركائز الدول، لقد باتت الحاجة ملحة إلى إعادة قراءة وكتابة التاريخ السعودي، ليعلم جيل الشباب إلى أي مدى وصلت عراقة المملكة وإرثها التاريخي؛ كما أنها تسابق اليوم الدول العشرين، فضلًا عن غيرها من دول العالم في ميادين الاقتصاد والسياسة والتقنية والفكر والعلم والترسانة العسكرية والقوة الأمنية.
وقال "المتتبع لتاريخ المملكة العربية السعودية يجد ارتباطًا وثيقًا بين يوم التأسيس واليوم الوطني - من حيث الأهداف والتطلعات - والنقلة التي شهدتها البلاد في كلتا المرحلتين، حيث قيام الدولة السعودية الأولى وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيَّب الله ثراه، فقد بدأ كلاهما عهده بعد فوضى وتمزّق وانقسام وعمل كل منهما على توحيد الأرض والكلمة والصف ووضع أسس الاستقرار والأمن والبناء والازدهار".
وأعرب "العساف" عن اعتزاز السعوديين بمناسبات المملكة الوطنية، قائلًا: "لقد صار لدينا يومان وطنيان نتوقف عندهما طويلًا، فمن التأسيس إلى التوحيد ملحمة خالدة، وقصص نادرة، تستحق أن تروى بطرق متعددة، لكن يجب أن يكون للإعلام والسينما السعودية، على وجه الخصوص دور الراوي، والمؤرخ المتمكن من رواية الأحداث وتقديمها، ولكن بطريقة جاذبة وواعية قادرة على النفاذ لمختلف الشعوب، والثقافات، وألا تقتصر على الجمهور المحلي".
من جانبه يقول رئيس تحرير صحيفة سبق السعودية، علي الحازمي: "قد لا يكون من قبيل المبالغة القول أنه ما من دولة تشهد تحولات تاريخية مثلما يحدث في المملكة العربية السعودية.. لذا كل يوم - حاليًا وأجزم بذلك - تشهد السعودية منجزًا أو حدثًا عالميًا، وهذه التحولات الضخمة تجعل من المملكة محط أنظار للعالم، ما يجعل المناسبات الوطنية تحديدًا تكتسب أهمية كبيرة؛ إذ يرغب العالم في التعرف أكثر على هذا الدولة المنطلقة بسرعة الصاروخ، وفق رؤية عظيمة تسبق توقعاتها"، مضيفًا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "يمكننا القول أن يوم التأسيس يسير بخطٍ موازٍ مع اليوم الوطني في أهمية متعاظمة، بل إن يوم التأسيس الذي سيطل في عامه الثاني بعد إقراره؛ سيرسل رسائل في غاية العمق، بأن هذه الدولة العظيمة بقيادتها وشعبها وقبل ذلك بتوفيق الله عز وجل ليست دولة طارئة أو عابرة؛ بل هي ذات تاريخ أصيل يعود لأكثر من 3 قرون بنيت وأسست على يد رجال عظام أسسوا للكرم والشجاعة والمجد".
وتابع "الحازمي" بأن "السعودية المتناغمة اليوم بتنوع مذهل، وثقافة أصيلة تحتفل ويحتفل بها الأشقاء المخلصون في مثل هذه المناسبات الخالدة، فيوم التأسيس هو أكبر من دلالات الكلمات لتخطيه الحدود المكانية والجغرافية ليقدم للعالم صورة حقيقية عن بلادنا العظيمة.. السعوديون اليوم ملتفون أكبر من أي وقت مضى، ملتحمون مع قيادتهم في توليفة أكبر، والحمدلله نمر من كل التحديات والمصاعب في عالم متنامي المخاطر".
وختم حديثه قائلًا: "كل عام والسعودية في قلوب أصدقائها وأحبابها، وفي عمق منجزاتها بلدًا أصيلًا عظيمًا متشرفًا بالبلاد الطاهرة التي حباها الله الكريم بالاهتمام بها، وهي بذلك وغيره قبلة الإنسانية والدعم بلا تمييز لأي كان".
فيما يؤكد المفكر والكاتب السعودي، الدكتور حسن مشهور أن يوم التأسيس يُمثل لكل مواطن سعودي ذكرى تاريخية مجيدة، ومرجعية تأصيلية للوجود السعودي الراهن في العهد السعودي الزاهر، المتمثل في المملكة العربية السعودية التي تحوي المقدسات الإسلامية التي تمتد إليها أعناق العالمين العربي والإسلامي، وتعمل بمنطلقات دينية وإنسانية وحضارية في ذات الوقت؛ سعيًا للوصول لواجهة العوالم الحضارية، وقيادة العالم الإسلامي، مع المحافظة على الإرث السعودي العظيم الذي يفتخر به الشعب السعودي. وقال في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "هويتنا السعودية التي تتمظهر في حبنا وتأييدنا واصطفافنا خلف قيادتنا السعودية المباركة في كافة قراراتها، ممثلةً في مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله". وأضاف أن "يوم التأسيس جرت أحداثه في العام ١١٣٩هجرية، أي العام ١٧٢٧م، وتمثل في تولي الإمام محمد بن سعود رحمه الله الحكم في الدرعية، وشهد حينها العديد من الإنجازات التاريخية التي تمثلت في تأسيس دولة سعودية تقوم على شرع الله عز وجل، وتعمل على نشر الدين الإسلامي القويم، وتكرس جهدها لضمان استتباب الأمن في الجزيرة العربية والجوار العربي".
وأوضح "مشهور" أن عملية الاحتفال بهذا اليوم تأتي غالية على قلب كل سعودي، لأنها تُمثل انعكاسًا لاعتزاز السعوديين بالجذور الراسخة للمملكة، ولارتباطهم الوثيق كمواطنين سعوديين بقادتهم، منذ عهد الإمام محمد بن سعود أي منذ 3 قرون، وصولًا للعهد السعودي الحالي الذي تمثله حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.