الخميس، 27 أبريل 2023 07:00 م
ضمن سلسلة "المكتبات العربية" التي تقدم خدمات ثقافية نلقى الضوء على
مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمملكة العربية السعودية، من خلال فروعها بالرياض، والدار البيضاء، وجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية بجهودها الفعالة في خدمة اللغة العربية.
ويتأسس اهتمام المكتبة بكل عناصر الثقافة العربية والإسلامية عبر منظومة من البرامج والخطط الاستراتيجية الثقافية التي تنتهجها المكتبة للقيام بدورها المعرفي المتجدد، ويبرز من ضمن هذه المنظومة العناية باللغة العربية لغة القرآن الكريم، حيث خصصت مكتبة الملك عبد العزيز العامة ضمن برنامجها للنشر العلمي جانبًا كبيرًا لإصداراتها التي تعني باللغة العربية وآدابها وبالتراث العربي منها: (لغة العرب ورئيس كتبتها أنستاس الكرملي) لأبي عبد الرحمن ابن عقيل ود. أمين سيدو (الشعر في حاضرة اليمامة حتى نهاية العصر الأموي) د. عبد الرحمن بن إبراهيم الدباسي، (الخيل في أشعار العرب) د. حسن محمد النصيح، (حضارة الكتابة) د. سعيد بن فايز السعيد ود. عبد الله محمد المنيف، (معجم الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة) و(معجم الكلمات الدخيلة في لغتنا الدارجة) الشيخ محمد بن ناصر العبودي، و(أبحاث في القراءة) د. فهد بن علي العليان، (السجل العلمي لندوة استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات) وغيرها من الكتب التي تعنى باللغة العربية وآدابها.
وتقتني مكتبة الملك عبد العزيز العامة أكثر من 3 ملايين مادة معرفية ما بين الكتب، والدوريات، والصحف، والمخطوطات، والوثائق النادرة، والمسكوكات، والصور الفوتوغرافية، والخرائط وغيرها من المواد التي تشكل النتاج الكبير للغة العربية.
وقدمت المكتبة طوال مسيرتها الثقافية جملة من الأنشطة والإصدارات، ومخزونا معرفيا كبيرا، يدعم اللغة العربية ويحافظ عليها، ويعتني بمختلف فنونها ويحقق الجوانب المشرقة للوعي المعرفي الوطني، فيما تُعرِّف المكتبة بثراء الثقافة العربية والإسلامية وإسهاماتها الكبيرة في تطور الحضارات الإنسانية وإبراز ذلك كله عبر الإصدارات والمؤلفات التي تشير إلى خصائص الثقافة العربية والإسلامية وتأثيرها في مختلف ثقافات العالم.
من جانب آخر اهتمت المكتبة منذ نشأتها برصد التراث الحضاري والثقافي والعلمي للحج وللحرمين الشريفين من خلال الكتب والصور النادرة للحرمين الشريفين، والمخطوطات التي كتبت في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمسكوكات الإسلامية، التي تم سكها منذ ما يزيد عن الألف سنة التي تنفرد مكتبة الملك عبد العزيز العامة باقتنائها، ويمثل هذا التراث الفكري ذاكرة متكاملة باللغة العربية للحرمين الشريفين وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية
ومن خلال برنامج وأهداف جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة تقوم المكتبة بمنح جوائز للترجمة من العربية وإليها بمختلف اللغات، وهي بذلك تقوم بإثراء اللغة العربية بالمصطلحات والمفاهيم العالمية الجديدة في مختلف المجالات، مما يوسع من فضائها المعجمي والمفاهيمي .
كما أصبح مركز الفهرس العربي الموحد الذي أطلقته مكتبة الملك عبد العزيز العامة مطلع أبريل 2007 م لخدمة اللغة والثقافة العربية، وتوثيق وفهرسة المنجز الفكري للوطن العربي باللغة العربية، من الأعمال الثقافية المهمة، حيث يوحد الفهرس العربي العمل المكتبي في 22 دولة كما يوفر الاطلاع على كل المكتبات العربية من أي مكان وفي أي زمان وربطها بالثقافات العالمية الأخرى.
كما تعد المكتبة الرقمية العربية الصينية أحد أهم المشروعات المعرفية والثقافية التي يعول عليها بين الدول العربية والصين، وأحد أذرع وآليات التعاون بين الحضارتين، حيث أسندت جامعة الدول العربية تطويرها إلى مكتبة الملك عبد العزيز العامة لنجاحها في إطلاق مركز الفهرس العربي الموحد، والمكتبة الرقمية العربية الموحدة، إضافة إلى خبرتها في صناعة المعرفة