وأوضح السفير حجازي - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الخميس، أن "قمة جدة" تأتي مع ازدياد حدة الاستقطابات الدولية والضغوط الأمنية والاقتصادية والغذائية المستمرة للعام الثاني على التوالي بسبب استمرار الأزمة الروسية الاوكرانية و تصاعد التنافس الصيني مع الولايات المتحدة وتداعيات أزمات الطاقة والغذاء والهجرة، و استمرار انتشار مخاطر الارهاب والاتجار في المخدرات والبشر، بجانب التحولات الإقليمية المؤثرة عقب عودة العلاقات السعودية الإيرانية بتداعياتها، وكذلك انتخابات الرئاسة التركية التي سيكون لها تأثيرها في خلق واقع إقليمي جديد.
وأكد أن القمة الحالية تأتي في ظل أجواء عربية تتطلع نحو مستقبل أكثر استقرارًا وفي أجواء ايجابية تبعث على التفاؤل خاصة مع عودة سوريا بعد غياب نحو 12 عامًا، ما جعل القمة الحالية قمة ساعية لوحدة الصف ولم الشمل وتنقية الأجواء، والعمل العربي المشترك، والتغيير للأفضل ومواجهة التحديات والتطلع إلى المستقبل بشكل جماعي وبرؤية موحدة طال انتظارها عقب سنوات من التشرذم والانقسام.
وذكر السفير محمد حجازي أنه لا تزال الأزمات تعصف بالوطن العربي حيث أن الأوضاع في الأراضي المحتلة تهدد بانفجار أوسع في ظل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل والتي اختارت أن تبقي معادية وجامدة وعنيفة معرضة الأمن الإقليمي للخطر خاصة بعد الاعتداء الأخير على أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والمتحدي والبطل في قطاع غزة والأراضي المحتلة ، وزاد من حدة واضطراب المشهد الإقليمي الاعتداء على أمن السودان بسبب القتال بين الجيش الوطني السوداني وقوات الدعم السريع.
وتابع أن تلك الضغوط السياسية والأمنية والعسكرية تأتي كذلك في ظل أوضاع اقتصادية ضاغطة تستلزم وحدة الصف العربي وتكاتف الجهود لاستعادة زمام المبادرة العربية بعيدًا عن الاستقطاب الإقليمي والدولي وتدخلات القوى الأجنبية التي أدت لمزيد من الانقسامات وتصاعد المشكلات.
وشدد على ضرورة وجود مواجهة عربية شاملة لبلورة آليات مشتركة للاستفادة من قضايا الماضي والعمل من خلال الدبلوماسية العربية لإيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة ومنها القضية الفلسطينية ووقف المواجهات بين الأشقاء في السودان وليبيا واليمن علاوة على جهود مكافحة ومواجهة الإرهاب والتطرف، والتدخلات المتزايدة في المنطقة مع الدعوة لعودة اللاجئين لبلادهم والسعى للضغط على إسرائيل لاستئناف مسار عملية التسوية السياسية.
وأشار إلى أن القضايا التي تواجه منطقتنا في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن والسودان والصومال وليبيا ، وكذا الأمن الغذائي والضغوط الاقتصادية وأزمة السد الإثيوبي، والمشروعات المقدمة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، تتطلب جميعها التعاون والاصطفاف وتوحيد الجهود العربية، ورأب مساحات الخلاف لتحقيق أهداف وطموحات الأمة العربية.
ونوه بالتحركات العربية لتخفيف الضغط على المنطقة والتعامل العربي المشترك مع قضايانا، مشيدًا في هذا الصدد بجهود مصر للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائليين، وبمساعي السعودية للمصالحة بالسودان، ما يؤسس لنظام إقليمي واعد مبني علي وحدة الهدف والمصير.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أننا أمام فرصة تاريخية لاسيما بعد التوافق بين الرياض وطهران ، وعودة سوريا للساحة العربية وجهود إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة المناطق العربية.
وأعرب عن أمله في استغلال جامعة الدول العربية لتلك الفرصة السانحة وتبني "قمة جدة" لعدد من المبادرات الأساسية الخلاقة منها: مبادرة حول الأمن والتعاون الإقليمي عبر تشكيل لجنة عربية تأسس لإعلان مبادئ إقليمي للسلام والتعاون والتنمية تتبناه دول المنطقة لتعزز فرص التنمية والسلام وفتح آفاق للحلول السلمية للمنازعات واحترام حسن الجوار بعيدًا عن الحروب والصدامات، ومبادرة ثانية تتعلق بإطلاق جهود التسوية السلمية من خلال لجنة عربية تزور فلسطين وإسرائيل ساعية لطرح بدائل وحلول، والمبادرة الثالثة تهدف لإعادة إعمار سوريا مما سيسهم في إسكات التطرف والعنف والإرهاب وتهدئة النفوس وعودة اللاجئين ووقف نشاط جماعات الإرهاب وتجارة المخدرات والسلاح وإطلاق الأمل في الأمن والاستقرار الإقليمي.
واختتم السفير حجازي بأن المشهد القادم هو مشهد عربي جاد من أجل التحول للأفضل وبشكل جماعي ، قائلًا: "القادة العربي باتوا على يقين بأن الحل يجب أن يكون عربيًا وأن مخارج الصراعات القائمة ستكون من خلال تعريب قضايا المنطقة واحتواء الخلافات في نطاق بيت العرب وإطلاق المبادرات الخلاقة الجادة، مع التكاتف وتنسيق جهود الدبلوماسية العربية في قمة جدة قمة التعاون من أجل وحدة الصف ومواجهة كافة التحديات للوصول إلى المستقبل العربي الواعد والمشترك".