يتأهب المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان المعظم، فى مناسبة يترقبونها من عام لآخر، لما تتضمنه من أجواء روحانية طيبة تأسر القلوب، وثواب يطلبه المؤمنون، وصلة رحم يوطدها التجمع حول موائد الإفطار والسحور.
حالة الاشتياق التى يخلفها انتظار رمضان من عام لآخر، يدفع كثيرون إلى استقبال هذا الشهر بمظاهر احتفالية، تظهر جليًا فى البيوت والشوارع والطرقات، وداخل المطاعم، والساحات الثقافية، والأندية الاجتماعية، وغيرها من الأماكن التى تتيح لزوارها التمتع بأجواء تلائم الشهر الكريم.
وتختلف صور احتفالات رمضان من دولة لأخرى فى دول العالم وخصوصا العالمين العربى والإسلامى، ولكل دولة منهم لها سماتها وطبائعها التى تحدد الصورة الخاصة للجانب الاحتفالى بهذا الشهر، بحيث يتفرد كل بلد بشكل يميزها بحلول هذه المناسبة.
على أن مظاهر الحفاوة بالشهر الكريم تمتد لسنوات طويلة، باتت معها بعض الأمور فى حكم العادة الواجبة، وبدونها يختفى الملمح المميز للشهر، سواء فى دول عربية أو غير عربية.
ففى دولة الإمارات العربية المتحدة يبدأ الاحتفال برمضان قبل حلوله بنصف شهر تقريبا، ففى ليلة النصف من شعبان، تبدأ مراسم "حق الليلة"، وفيها يرتدى الأطفال أفضل ملابسهم، ويتجولون بين المنازل بغرض إلقاء الأشعار والغناء، وهى الجولة التى يحملون خلالها حقيبة بغرض جمع الحلوى من جانب المستمعين.
وبحلول رمضان، وتزامنًا مع رفع أذان المغرب، يطلق مدفع الإفطار نيرانه، فى أصداء يبلغ صوتها حتى 10 كيلومترات، فيما تتجمع الأسر داخل بيت العائلة فى أول الأيام، وتتضمن وجبة الإفطار مختلف الأنواع من الحلوى، منها على سبيل المثال لا الحصر القرص المخلوط بالهيل والتمر.
وبالانتقال إلى المملكة العربية السعودية، ستتوجه الأنظار بطبيعة الحال إلى الحرمين المكى والنبوى، لما ستشهدهما من شعائر صلاة التراويح والتهجد، التى يجرى نقلها عبر الشاشات، وتحظى بمتابعة واسعة، وفى محيطهما ينظم البعض موائد الإفطار قبل رفع أذان المغرب.
أما فى الشوارع، فيخرج الأهالى فى جماعات ابتهاجًا بحلول الشهر المعظم، وخلال تجولهم يغنون "جاكم رمضان بالفرحة.. جاكم رمضان بالبهجة".
ويُقبل الموريتانيون كغيرهم من الشعوب المسلمة، خلال شهر رمضان الفضيل، على الاعتكاف فى المساجد وممارسة العادات الاجتماعية الأصيلة المرتبطة بصلة الرحم والتكافل الاجتماعى والأعمال الصالحة.
ويختص شهر الصيام فى موريتانيا بطابعه الخاص، المتمثل فى العادات والتقاليد التى ينفرد بها المجتمع الموريتانى عن غيره من المجتمعات.
ورغم التغيرات الكبيرة التى طرأت على المجتمع الموريتانى، والتحديات التى تواجه ثقافاته المختلفة، لا يزال محافظاً على تقاليد راسخة فى شهر رمضان، ومنها
”زغب رمضان” وهى عبارة عن حلاقة شعر رأس الصبيان وأحيانا الكبار، لكى يبدأ الشعر بالنمو مع بداية شهر رمضان.
ويترك شعر الأطفال دون حلاقة مع اقتراب الشهر الكريم، ثم يحلق بمجرد بدئه، تيمنا بأفضلية هذا الشهر، من جهة ولتحبيب الأطفال أكثر فى هذا الشهر وارتباطهم وجدانيا به من جهة أخرى.
ومع بداية الشهر رمضان، تشهد محلات الحلاقة إقبالا كثيرا فى المدن الكبيرة، وعادة ما يكون الطلب على الحلاقة للأطفال تطبيقا لتلك العادة.
وفى الجزائر تعدد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وفقا لكل منطقة، وتنوع ثقافتها، ففى جنوب الجزائر، هناك عادة اجتماعية ودينية، تسمى "التشعبينة" وهى احتفالات لتوديع شهر شعبان، تمهيدا لاستقبال شهر رمضان الكريم، وهناك أكلة تقليدية تسمى بـ"طبق شعبان" تكون فى آخره.
كما يشتهر هناك شراء الأوانى الجديدة الخاصة بالطهى فى الشهر الكريم، كما يقوم البعض بطلاء المنازل أو أجزاء منها، لاستقبال الشهر فى أفضل شكل ممكن.
أما الكسكس فهو طبق شعبى يتم تحضيره فى السحور، وهو على شكل حبوب صغيرة مصنوعة من القمح، ويتم تناوله مع الزبادى بعد طهيه بالبخار.
أما تقاليد ليلة نصف رمضان فلها أكلة خاصة وهى الرقاق مع مرقة الدجاج.
ويتم حلق رأس الطفل الصائم ولفها بالشاش مع ذبح خروف احتفالاً به، وعند الإفطار يتم إلقاء الحلويات من فوق رأس الطفل الصائم ابتهاجاً بإتمام الصيام ويقوم أهله بترديد الأدعية الدينية، حتى يتم مباركة الطفل، ويوضع الكحل فى عينيه مع وضع الحناء فى يديه وقدميه.
وتشترك العائلات الجزائرية فى تقليد مشترك وهو أن يتم تزيين الطفلة الصغيرة الصائمة كالعروس وتلبس جبة مطرزة بخيوط الذهب ويكسو هذه الألبسة التقليدية الحلى من رأسها لقدميها.
وبحسب بحث علمى وفلكى، تُعد الجزائر من الدول العربية التى تحتفظ بأعلى عدد ساعات صيام لشهر رمضان، حيث تصل عدد ساعات الصيام 15 ساعة و30 دقيقة.
ويتميز شهر رمضان عند الشعب الكويتى بكثرة العزائم وتجمعات الأهل والأصدقاء، ومن أشهر تقاليد الشعب الكويتى فى الاحتفال شهر رمضان هو تقليد "القرقيعان" وهو تجول الأطفال وطرق أبواب البيوت حتى يقدم لهم الجيران أكياساً مملوءة بالمكسرات والحلوى بمناسبة حلول الشهر الكريم.
وفى اليمن، يختلف إفطار الشعب اليمنى عن بقية الشعوب، حيث يعتمدون على البقوليات كَالأرز والذرة والشعير، ويقوم الأطفال بترديد الأناشيد والرقص احتفالاً بشهر رمضان الكريم.
ويبدأ اليمنيون بممارسةِ عادات رمضان بطلاء منازلهم قبل شهر رمضان كاستقبال احتفالى بقدومه، وتظهرُ بذلك اليمن بأبهى حُلّة وكامل استعدادها لقدومِ شهر الخير، كما تُنظم الإفطارات الجماعية فى شوارع اليمن عند نداء الله أكبر لأذان المغرب يوميًا، وتزدانُ الشوارعُ بأجملِ الزينة، وتُطلق العيارات النارية من قبل الرجال.
ويتميز أهل العراق بالكرم، فيبدأ شهر رمضان وتبدأ تبادل الأطباق المختلفة بين الجيران، حيث تجد أن مائدة الأسرة العراقية بها القليل مما صنعوه، والبقية هى أطباق الجيران.
من العادات الرمضانية فى العراق، ظهور "المسحرجي"، وهو شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها فى بعض الدول "المسحراتي"، كما يسمى فى بعض مناطق العراق، بـ"أبو طبل"، نسبة للآلة التى يحملها، وهى "الطبلة" التى يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر فى الشوارع ليذكّر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر.
وكان أهالى بغداد يعتمدون بشكل تام على "المسحرجي" فى إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور وظهور الساعات الحديثة، ضعف دور هذه الشخصية، وكاد يختفى وخصوصا فى سنوات الاضطراب الأمنى.
وتنتشر لعبة "المحيبس" التراثية بشكل لافت للنظر فى رمضان، وتستهوى العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس فى الأحياء والمقاهى الشعبية منذ مئات السنين.
وتاريخ اللعبة غير معروف، لكن الخبراء يجمعون على أنها تعتمد على الفراسة بالدرجة الأولى.
وفى لعبة "المحيبس"، يتكون فريقان بعدد مُتساوٍ من اللاعبين، وقد يصل العدد إلى مائة شخص لكل فريق، ويتم إخفاء خاتم، ويبدأ فريق فى رحلة طويلة للكشف عن الخاتم وانتزاعه من الفريق الآخر.
وخلال السنوات القليلة الماضية، عادت اللعبة وبقوة عبر تشكيل رابطة مختصة، وبرعاية قنوات فضائية، مع تأسيس فرق شعبية لها، وهو ما أعطاها حضورا أقوى.
وفى المغرب يبدأ الشعب المغربى يومه بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، حيث يجتمعون مع أقاربهم وأصدقائهم للحديث، ويعتبر "الشاى المغربي" من أشهر المشروبات لدى الشعب المغربى فى شهر رمضان.
ويقوم أهل المغرب بضرب النفير سبع مرات للسحور بمجرّد التأكّد من ظهور هلال رمضان لتنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة (عواشر مبروكة) أى أيام مباركة مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة : عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
وفى السودان، يقوم السودانيين قبل حلول شهر رمضان بشراء قمر الدين والتوابل ويقومون بإعداد مشروبهم الشهير "الحلومر" ويتكون من التوابل والذرة، ويتم تجديد أوانى المطبخ إحتفالاً بالشهر الكريم، وفى شهر رمضان تجتمع كل الأسر فى ساحة واحدة على شكل حلقات خلال الإفطار، وبعد الانتهاء يقومون بتناول القهوة ويقضون بعض الوقت ثم يذهبون لأداء صلاة التراويح.
وما بين الأذان الجماعى فى الجامع الأموى بقلب العاصمة السورية دمشق، وخروج الجموع إلى شواطئ بيروت لاستقبال الشهر الفضيل، رسمت التقاليد المتوارثة صورة مفعمة بالبهجة للشهر الكريم، تدغدغ الحواس جميعها، وتتعانق فيها أصوات التواشيح مع روائح المخبوزات.
ورغم ما تعانيه بلاد الشام اليوم من مآسٍ سياسية واقتصادية، فإن شهر رمضان لا يزال يأتى ببهجته وحضوره القوى. ورغم تراجع العديد من العادات الرمضانية المتوارثة فى ظل العيش على مدار سنوات بين مطرقة الحرب وسندان الاختناق الاقتصادى وضيق الحال، فإن الكثير من العائلات الشامية لا تزال تحاول التمسك بأذيال بهجة رمضان القديمة، عسى أن تستعيد بعضا منها.
ولا يزال رمضان فى سوريا يحمل بهجة لا يخطئها القلب.
وأول ما يظهر من طعم رمضان، يكون فى الأسواق القديمة: من سوق الجزماتية إلى الحميدية ومنه إلى باب توما، حيث تختلط روائح الجلاب والتمر وعرق السوس بروائح المعروك والناعم والبقلاوة، وتداعب الأذن أصوات الباعة بنداءات موروثة جيلا بعد جيل، أشبه بترانيم تحفظ ما بقى من حنين للأيام الطيبة.
ويتميز المسجد الأموى بعدد من التقاليد الرمضانية التى لا تزال ثابتة حتى اليوم، من أهمها الأذان الجماعى، وهو تقليد يعود إلى عهد الفقيه "عبد الغنى النابلسي" قبل نحو 300 عام، حيث ابتكر النابلسى هذه الطريقة لإيصال الصوت إلى مسافة أكبر نظرا لعدم وجود مكبرات الصوت فى ذلك الزمن.
وللأذان الجماعى فى الجامع الأموى سبعة مقامات، يؤدى كل منها فى يوم من أيام الأسبوع، وهى على الترتيب من السبت إلى الجمعة: الصبا، البيات، النوى، السيكاه، العراق، الحجاز، الرصد.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها أهالى لبنان، فإن مظاهر الشهر الفضيل وتقاليده ما زالت تتجدد فى الشوارع وعلى الموائد اللبنانية الطيبة.
قديما كانت عملية إثبات رؤية هلال شهر رمضان المبارك فى لبنان تتم من خلال شخص موثوق يدعى الميقاتى، وكان لكل مدينة الميقاتى الخاص بها والذى يتولى مسؤولية إثبات هلال رمضان وهلال شوال، لكن هذه العادة اندثرت وأصبحت دار الإفتاء هى من تتولى هذه المسؤولية.
وفى بيروت، تأتى "سيبانة رمضان"، وهى واحدة من أقدم عادات أهل بيروت فى رمضان، حيث تخرج الجموع من أهالى المدينة إلى الشاطئ لتناول أطيب الأطعمة والمشروبات فى اليوم الأخير من شعبان قبل بدء الشهر الفضيل وانقطاع الصائمين عن تناول الطعام والشراب. والبعض يرد أصل هذه العادة لاستهلال أو "استبانة" شهر رمضان، والتى حُرّفت فى العامية إلى "سيبانة".
وفى لبنان -كغيره من الدول العربية- لا يأتى رمضان دون المسحراتى الذى يدور فى الشوارع والأزقة بطبلته الصغيرة المشدودة منشدا: "يا ناس قوموا على سحوركم.. جاء رمضان ليزوركم"، وكذلك مدفع رمضان، وهى العادة التى انقطعت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لكن لحسن الحظ بعد انتهاء الحرب عاد تقليد مدفع رمضان، والذى يتولى الجيش اللبنانى مهمة إطلاقه، حيث تُطلق 3 طلقات عند ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وثلاث أُخَر عند ثبوت هلال شوال احتفالا بعيد الفطر المبارك، وتُطلق قذيفة واحدة فى موعد الإفطار وأخرى فى موعد الفجر طوال أيام وليالى رمضان.
وتستعد أحياء وشوارع البلدة القديمة فى القدس المحتلة لاستقبال شهر رمضان المبارك فى رسالة صمود فى مواجهة الاستيطان والإجراءات التهويدية الإسرائيلية. ويسعى أهالى البلدة والحارات أن تكون بأبهى حلتها لتبرز هويتها الفلسطينية العربية، وتضيء المصابيح زاهية الألوان الأزقة الضيقة المؤدية إلى المسجد الأقصى.
وعادة ما يتوافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان لأداء صلاة التراويح.
وفى ذات السياق، علقت بلدية الاحتلال زينة شهر رمضان فى منطقة باب العامود فى محاولة منها فرض السيطرة على المنطقة والتحكم فى هوية المكان كما يقول المقدسيين.
وفى غزة تبرز "الحارة الملونة" كما يحب أهالى حى الزيتون بمدينة غزة أن يطلقوا عليها، وتتزين بأبهى حلة لها فى انتظار قدوم الشهر الفضيل، والتى بدأت بمبادرات خاصة واستمرت بدعم من بلدية غزة ومساهمة جمعية الخريجات الجامعات، وبتعاون بين سكان الحى وأبنائه الذين فضلوا خروج بيوتهم عن المألوف فى الألوان المعتادة والخروج من نمط الازدحام وتكدس البيوت دون تمييز بعضها البعض.
فعند دخول الحارة يشدك جمالها وألوانها الزاهية، فعلى مدخل الحارة معلق فانوس كبير من الخطوط المرسومة لأطفال الحى الملوّن، وعلى آخر معلق أحبال طويلة تدلت منها أعلام فلسطين، وعلى جدرانها ترى خطوط شمس دائرية متوهجة لا تنطفئ مع حلول المساء، وتجد جدرانا أخرى عديدة مصبوغة بالألوان الزاهية التى تبعث الحيوية والابتهاج، فكل جدار حمل على واجهته لوحة فنية خطّها رسّام بريشته.
وليلًا يضيء الحى بأحبال الزينة المعلقة بين الأعمدة الكهربائية والبنايات المتلاصقة ونوافذ البيوت المطلة على الطريق، هكذا يحب أهالى الحى أن تكون حارتهم.
ويستقبل الليبيون شهر رمضان المبارك دائماً باستعدادات وطقوس ذات مدلول ثقافى وحضارى منذ آلاف السنين فليبيا ذات المساحة الشاسعة وعدد السكان الذى يصل الآن إلى 5,5 ملايين نسمة حباها الله بأن يكون جميع سكانها يدينون بالإسلام.
ولا توجد أى ديانة أخرى لمواطن ليبى غير الإسلام، ويمكن أن تكون متفردة عربيا فى ذلك لكنها لا تحجب العبادات الأخرى للمقيمين فيها من الديانات السماوية الأخرى إذ يوجد بها عدد من الكنائس الشرقية والغربية من اجل إقامة عباداتهم فى حرية ويسر.
وقبل قدوم الشهر الكريم تستعد الأسر الليبية فى منازلها حيث تقوم الأسر الليبية بتجديد المنزل او تزويقه وشراء أثاث جديد وأدوات للمطبخ حديثة.
وفور الإعلان عن حلول الشهر المبارك تتحول شوارع وأحياء المدن الليبية إلى نشاط وحركة حيث يبدأ الليبيون للخروج للأسواق لشراء ما تتطلبه الأسرة الليبية من مواد غذائية، غير أن مظاهر هذا الشهر الدينية تظهر مباشرة منذ اليوم الأول حيث المحلات لا تفتح قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً وتستمر حتى الساعات الأولى من اليوم التالى.
والنصف الأول من شهر رمضان المبارك يقبل الليبيون على أسواق الخضر واللحوم وبشكل ملفت للنظر حيث يتزاحم الجميع على الشراء ما طاب ولذ من الخضر والفواكه، وحسب مسؤولين فى الاقتصاد الليبى فإن الشعب الليبى شعب مصرف طوال هذا الشهر الكريم شهر الصوم والعبادة والذى خصه الله من اجل إراحة المعدة.
ومائدة الإفطار عند آذان المغرب فى الأردن عامرة بكل ما لذ وطاب، حيث يبدأ الفطور بصحن من الشوربة وعادةً ما تتكون من الخضار الطازجة والشعيرية إضافة إلى صحن من السلطات والطبق الرئيسى وغالباً ما يتكون من الأرز واللحم أو الدجاج إضافة إلى بعض المقبلات مثل فتة الحمص باللحم المفروم والمتبلات والمخلالات، والأكلة المفضلة هى المقلوبة بالدجاج والباذنجان، أما الأكلة الأساسية والمشهورة فى الأردن هى المنسف وتصنع دائماً فى العزائم والمناسبات، وبعد صلاة العشاء والتراويح يأتى دور الحلويات وهى القطايف بالجوز والجبنة وهى الحلوى الأكثر شهرة والألذ فى شهر رمضان لدينا.
ويتمتع الصومال بموروثِ ثقافى غنى بعادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان الفضيل، ويقبل الصوماليون بشكل كبير على العبادات وفى مقدمتها صلاة التراويح، كما يحيون ليلة القدر بشكل خاص.
وتنتشر فى عموم مساجد الصومال دروس دينية خاصة، تتعلق بتعليم أحكام الصيام والاستعداد الجيّد وتعزيز الصفح وصلة القرابة وأحكام العبادات.
وتعد الدروس الدينية الرمضانية التى تحظى باستقبال كبير من العادات الرئيسية قبل دخول الشهر.
وتعقد الجمعيات الدينية والاجتماعية مسابقات قرآنية تتمتع بتنافسية كبيرة قبل حلول الشهر، أولاً لإحياء شهر القرآن، وثانياً بهدف اختيار الفائزين فى تلك المسابقات لإمامة صلاة التراويح.
ومن المظاهر المميزة كذلك لشهر رمضان فى الصومال، تزيين المساجد وتلوينها وزخرفتها وتغيير السجاد وتركيب أنظمة مروحيّة حديثة ومكيفات.
ويتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان، فخلال اليوم الأول وفى الليلة الأولى من رمضان، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر حتى وقت السحور.
يتأهب المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان المعظم، فى مناسبة يترقبونها من عام لآخر، لما تتضمنه من أجواء روحانية طيبة تأسر القلوب، وثواب يطلبه المؤمنون، وصلة رحم يوطدها التجمع حول موائد الإفطار والسحور.
حالة الاشتياق التى يخلفها انتظار رمضان من عام لآخر، يدفع كثيرون إلى استقبال هذا الشهر بمظاهر احتفالية، تظهر جليًا فى البيوت والشوارع والطرقات، وداخل المطاعم، والساحات الثقافية، والأندية الاجتماعية، وغيرها من الأماكن التى تتيح لزوارها التمتع بأجواء تلائم الشهر الكريم.
وتختلف صور احتفالات رمضان من دولة لأخرى فى دول العالم وخصوصا العالمين العربى والإسلامى، ولكل دولة منهم لها سماتها وطبائعها التى تحدد الصورة الخاصة للجانب الاحتفالى بهذا الشهر، بحيث يتفرد كل بلد بشكل يميزها بحلول هذه المناسبة.
على أن مظاهر الحفاوة بالشهر الكريم تمتد لسنوات طويلة، باتت معها بعض الأمور فى حكم العادة الواجبة، وبدونها يختفى الملمح المميز للشهر، سواء فى دول عربية أو غير عربية.
ففى دولة الإمارات العربية المتحدة يبدأ الاحتفال برمضان قبل حلوله بنصف شهر تقريبا، ففى ليلة النصف من شعبان، تبدأ مراسم "حق الليلة"، وفيها يرتدى الأطفال أفضل ملابسهم، ويتجولون بين المنازل بغرض إلقاء الأشعار والغناء، وهى الجولة التى يحملون خلالها حقيبة بغرض جمع الحلوى من جانب المستمعين.
وبحلول رمضان، وتزامنًا مع رفع أذان المغرب، يطلق مدفع الإفطار نيرانه، فى أصداء يبلغ صوتها حتى 10 كيلومترات، فيما تتجمع الأسر داخل بيت العائلة فى أول الأيام، وتتضمن وجبة الإفطار مختلف الأنواع من الحلوى، منها على سبيل المثال لا الحصر القرص المخلوط بالهيل والتمر.
وبالانتقال إلى المملكة العربية السعودية، ستتوجه الأنظار بطبيعة الحال إلى الحرمين المكى والنبوى، لما ستشهدهما من شعائر صلاة التراويح والتهجد، التى يجرى نقلها عبر الشاشات، وتحظى بمتابعة واسعة، وفى محيطهما ينظم البعض موائد الإفطار قبل رفع أذان المغرب.
أما فى الشوارع، فيخرج الأهالى فى جماعات ابتهاجًا بحلول الشهر المعظم، وخلال تجولهم يغنون "جاكم رمضان بالفرحة.. جاكم رمضان بالبهجة".
ويُقبل الموريتانيون كغيرهم من الشعوب المسلمة، خلال شهر رمضان الفضيل، على الاعتكاف فى المساجد وممارسة العادات الاجتماعية الأصيلة المرتبطة بصلة الرحم والتكافل الاجتماعى والأعمال الصالحة.
ويختص شهر الصيام فى موريتانيا بطابعه الخاص، المتمثل فى العادات والتقاليد التى ينفرد بها المجتمع الموريتانى عن غيره من المجتمعات.
ورغم التغيرات الكبيرة التى طرأت على المجتمع الموريتانى، والتحديات التى تواجه ثقافاته المختلفة، لا يزال محافظاً على تقاليد راسخة فى شهر رمضان، ومنها
”زغب رمضان” وهى عبارة عن حلاقة شعر رأس الصبيان وأحيانا الكبار، لكى يبدأ الشعر بالنمو مع بداية شهر رمضان.
ويترك شعر الأطفال دون حلاقة مع اقتراب الشهر الكريم، ثم يحلق بمجرد بدئه، تيمنا بأفضلية هذا الشهر، من جهة ولتحبيب الأطفال أكثر فى هذا الشهر وارتباطهم وجدانيا به من جهة أخرى.
ومع بداية الشهر رمضان، تشهد محلات الحلاقة إقبالا كثيرا فى المدن الكبيرة، وعادة ما يكون الطلب على الحلاقة للأطفال تطبيقا لتلك العادة.
وفى الجزائر تعدد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وفقا لكل منطقة، وتنوع ثقافتها، ففى جنوب الجزائر، هناك عادة اجتماعية ودينية، تسمى "التشعبينة" وهى احتفالات لتوديع شهر شعبان، تمهيدا لاستقبال شهر رمضان الكريم، وهناك أكلة تقليدية تسمى بـ"طبق شعبان" تكون فى آخره.
كما يشتهر هناك شراء الأوانى الجديدة الخاصة بالطهى فى الشهر الكريم، كما يقوم البعض بطلاء المنازل أو أجزاء منها، لاستقبال الشهر فى أفضل شكل ممكن.
أما الكسكس فهو طبق شعبى يتم تحضيره فى السحور، وهو على شكل حبوب صغيرة مصنوعة من القمح، ويتم تناوله مع الزبادى بعد طهيه بالبخار.
أما تقاليد ليلة نصف رمضان فلها أكلة خاصة وهى الرقاق مع مرقة الدجاج.
ويتم حلق رأس الطفل الصائم ولفها بالشاش مع ذبح خروف احتفالاً به، وعند الإفطار يتم إلقاء الحلويات من فوق رأس الطفل الصائم ابتهاجاً بإتمام الصيام ويقوم أهله بترديد الأدعية الدينية، حتى يتم مباركة الطفل، ويوضع الكحل فى عينيه مع وضع الحناء فى يديه وقدميه.
وتشترك العائلات الجزائرية فى تقليد مشترك وهو أن يتم تزيين الطفلة الصغيرة الصائمة كالعروس وتلبس جبة مطرزة بخيوط الذهب ويكسو هذه الألبسة التقليدية الحلى من رأسها لقدميها.
وبحسب بحث علمى وفلكى، تُعد الجزائر من الدول العربية التى تحتفظ بأعلى عدد ساعات صيام لشهر رمضان، حيث تصل عدد ساعات الصيام 15 ساعة و30 دقيقة.
ويتميز شهر رمضان عند الشعب الكويتى بكثرة العزائم وتجمعات الأهل والأصدقاء، ومن أشهر تقاليد الشعب الكويتى فى الاحتفال شهر رمضان هو تقليد "القرقيعان" وهو تجول الأطفال وطرق أبواب البيوت حتى يقدم لهم الجيران أكياساً مملوءة بالمكسرات والحلوى بمناسبة حلول الشهر الكريم.
وفى اليمن، يختلف إفطار الشعب اليمنى عن بقية الشعوب، حيث يعتمدون على البقوليات كَالأرز والذرة والشعير، ويقوم الأطفال بترديد الأناشيد والرقص احتفالاً بشهر رمضان الكريم.
ويبدأ اليمنيون بممارسةِ عادات رمضان بطلاء منازلهم قبل شهر رمضان كاستقبال احتفالى بقدومه، وتظهرُ بذلك اليمن بأبهى حُلّة وكامل استعدادها لقدومِ شهر الخير، كما تُنظم الإفطارات الجماعية فى شوارع اليمن عند نداء الله أكبر لأذان المغرب يوميًا، وتزدانُ الشوارعُ بأجملِ الزينة، وتُطلق العيارات النارية من قبل الرجال.
ويتميز أهل العراق بالكرم، فيبدأ شهر رمضان وتبدأ تبادل الأطباق المختلفة بين الجيران، حيث تجد أن مائدة الأسرة العراقية بها القليل مما صنعوه، والبقية هى أطباق الجيران.
من العادات الرمضانية فى العراق، ظهور "المسحرجي"، وهو شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها فى بعض الدول "المسحراتي"، كما يسمى فى بعض مناطق العراق، بـ"أبو طبل"، نسبة للآلة التى يحملها، وهى "الطبلة" التى يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر فى الشوارع ليذكّر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر.
وكان أهالى بغداد يعتمدون بشكل تام على "المسحرجي" فى إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور وظهور الساعات الحديثة، ضعف دور هذه الشخصية، وكاد يختفى وخصوصا فى سنوات الاضطراب الأمنى.
وتنتشر لعبة "المحيبس" التراثية بشكل لافت للنظر فى رمضان، وتستهوى العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس فى الأحياء والمقاهى الشعبية منذ مئات السنين.
وتاريخ اللعبة غير معروف، لكن الخبراء يجمعون على أنها تعتمد على الفراسة بالدرجة الأولى.
وفى لعبة "المحيبس"، يتكون فريقان بعدد مُتساوٍ من اللاعبين، وقد يصل العدد إلى مائة شخص لكل فريق، ويتم إخفاء خاتم، ويبدأ فريق فى رحلة طويلة للكشف عن الخاتم وانتزاعه من الفريق الآخر.
وخلال السنوات القليلة الماضية، عادت اللعبة وبقوة عبر تشكيل رابطة مختصة، وبرعاية قنوات فضائية، مع تأسيس فرق شعبية لها، وهو ما أعطاها حضورا أقوى.
وفى المغرب يبدأ الشعب المغربى يومه بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح، حيث يجتمعون مع أقاربهم وأصدقائهم للحديث، ويعتبر "الشاى المغربي" من أشهر المشروبات لدى الشعب المغربى فى شهر رمضان.
ويقوم أهل المغرب بضرب النفير سبع مرات للسحور بمجرّد التأكّد من ظهور هلال رمضان لتنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة (عواشر مبروكة) أى أيام مباركة مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة : عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
وفى السودان، يقوم السودانيين قبل حلول شهر رمضان بشراء قمر الدين والتوابل ويقومون بإعداد مشروبهم الشهير "الحلومر" ويتكون من التوابل والذرة، ويتم تجديد أوانى المطبخ إحتفالاً بالشهر الكريم، وفى شهر رمضان تجتمع كل الأسر فى ساحة واحدة على شكل حلقات خلال الإفطار، وبعد الانتهاء يقومون بتناول القهوة ويقضون بعض الوقت ثم يذهبون لأداء صلاة التراويح.
وما بين الأذان الجماعى فى الجامع الأموى بقلب العاصمة السورية دمشق، وخروج الجموع إلى شواطئ بيروت لاستقبال الشهر الفضيل، رسمت التقاليد المتوارثة صورة مفعمة بالبهجة للشهر الكريم، تدغدغ الحواس جميعها، وتتعانق فيها أصوات التواشيح مع روائح المخبوزات.
ورغم ما تعانيه بلاد الشام اليوم من مآسٍ سياسية واقتصادية، فإن شهر رمضان لا يزال يأتى ببهجته وحضوره القوى. ورغم تراجع العديد من العادات الرمضانية المتوارثة فى ظل العيش على مدار سنوات بين مطرقة الحرب وسندان الاختناق الاقتصادى وضيق الحال، فإن الكثير من العائلات الشامية لا تزال تحاول التمسك بأذيال بهجة رمضان القديمة، عسى أن تستعيد بعضا منها.
ولا يزال رمضان فى سوريا يحمل بهجة لا يخطئها القلب.
وأول ما يظهر من طعم رمضان، يكون فى الأسواق القديمة: من سوق الجزماتية إلى الحميدية ومنه إلى باب توما، حيث تختلط روائح الجلاب والتمر وعرق السوس بروائح المعروك والناعم والبقلاوة، وتداعب الأذن أصوات الباعة بنداءات موروثة جيلا بعد جيل، أشبه بترانيم تحفظ ما بقى من حنين للأيام الطيبة.
ويتميز المسجد الأموى بعدد من التقاليد الرمضانية التى لا تزال ثابتة حتى اليوم، من أهمها الأذان الجماعى، وهو تقليد يعود إلى عهد الفقيه "عبد الغنى النابلسي" قبل نحو 300 عام، حيث ابتكر النابلسى هذه الطريقة لإيصال الصوت إلى مسافة أكبر نظرا لعدم وجود مكبرات الصوت فى ذلك الزمن.
وللأذان الجماعى فى الجامع الأموى سبعة مقامات، يؤدى كل منها فى يوم من أيام الأسبوع، وهى على الترتيب من السبت إلى الجمعة: الصبا، البيات، النوى، السيكاه، العراق، الحجاز، الرصد.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التى يعانى منها أهالى لبنان، فإن مظاهر الشهر الفضيل وتقاليده ما زالت تتجدد فى الشوارع وعلى الموائد اللبنانية الطيبة.
قديما كانت عملية إثبات رؤية هلال شهر رمضان المبارك فى لبنان تتم من خلال شخص موثوق يدعى الميقاتى، وكان لكل مدينة الميقاتى الخاص بها والذى يتولى مسؤولية إثبات هلال رمضان وهلال شوال، لكن هذه العادة اندثرت وأصبحت دار الإفتاء هى من تتولى هذه المسؤولية.
وفى بيروت، تأتى "سيبانة رمضان"، وهى واحدة من أقدم عادات أهل بيروت فى رمضان، حيث تخرج الجموع من أهالى المدينة إلى الشاطئ لتناول أطيب الأطعمة والمشروبات فى اليوم الأخير من شعبان قبل بدء الشهر الفضيل وانقطاع الصائمين عن تناول الطعام والشراب. والبعض يرد أصل هذه العادة لاستهلال أو "استبانة" شهر رمضان، والتى حُرّفت فى العامية إلى "سيبانة".
وفى لبنان -كغيره من الدول العربية- لا يأتى رمضان دون المسحراتى الذى يدور فى الشوارع والأزقة بطبلته الصغيرة المشدودة منشدا: "يا ناس قوموا على سحوركم.. جاء رمضان ليزوركم"، وكذلك مدفع رمضان، وهى العادة التى انقطعت خلال الحرب الأهلية اللبنانية، لكن لحسن الحظ بعد انتهاء الحرب عاد تقليد مدفع رمضان، والذى يتولى الجيش اللبنانى مهمة إطلاقه، حيث تُطلق 3 طلقات عند ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وثلاث أُخَر عند ثبوت هلال شوال احتفالا بعيد الفطر المبارك، وتُطلق قذيفة واحدة فى موعد الإفطار وأخرى فى موعد الفجر طوال أيام وليالى رمضان.
وتستعد أحياء وشوارع البلدة القديمة فى القدس المحتلة لاستقبال شهر رمضان المبارك فى رسالة صمود فى مواجهة الاستيطان والإجراءات التهويدية الإسرائيلية. ويسعى أهالى البلدة والحارات أن تكون بأبهى حلتها لتبرز هويتها الفلسطينية العربية، وتضيء المصابيح زاهية الألوان الأزقة الضيقة المؤدية إلى المسجد الأقصى.
وعادة ما يتوافد آلاف المصلين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان لأداء صلاة التراويح.
وفى ذات السياق، علقت بلدية الاحتلال زينة شهر رمضان فى منطقة باب العامود فى محاولة منها فرض السيطرة على المنطقة والتحكم فى هوية المكان كما يقول المقدسيين.
وفى غزة تبرز "الحارة الملونة" كما يحب أهالى حى الزيتون بمدينة غزة أن يطلقوا عليها، وتتزين بأبهى حلة لها فى انتظار قدوم الشهر الفضيل، والتى بدأت بمبادرات خاصة واستمرت بدعم من بلدية غزة ومساهمة جمعية الخريجات الجامعات، وبتعاون بين سكان الحى وأبنائه الذين فضلوا خروج بيوتهم عن المألوف فى الألوان المعتادة والخروج من نمط الازدحام وتكدس البيوت دون تمييز بعضها البعض.
فعند دخول الحارة يشدك جمالها وألوانها الزاهية، فعلى مدخل الحارة معلق فانوس كبير من الخطوط المرسومة لأطفال الحى الملوّن، وعلى آخر معلق أحبال طويلة تدلت منها أعلام فلسطين، وعلى جدرانها ترى خطوط شمس دائرية متوهجة لا تنطفئ مع حلول المساء، وتجد جدرانا أخرى عديدة مصبوغة بالألوان الزاهية التى تبعث الحيوية والابتهاج، فكل جدار حمل على واجهته لوحة فنية خطّها رسّام بريشته.
وليلًا يضيء الحى بأحبال الزينة المعلقة بين الأعمدة الكهربائية والبنايات المتلاصقة ونوافذ البيوت المطلة على الطريق، هكذا يحب أهالى الحى أن تكون حارتهم.
ويستقبل الليبيون شهر رمضان المبارك دائماً باستعدادات وطقوس ذات مدلول ثقافى وحضارى منذ آلاف السنين فليبيا ذات المساحة الشاسعة وعدد السكان الذى يصل الآن إلى 5,5 ملايين نسمة حباها الله بأن يكون جميع سكانها يدينون بالإسلام.
ولا توجد أى ديانة أخرى لمواطن ليبى غير الإسلام، ويمكن أن تكون متفردة عربيا فى ذلك لكنها لا تحجب العبادات الأخرى للمقيمين فيها من الديانات السماوية الأخرى إذ يوجد بها عدد من الكنائس الشرقية والغربية من اجل إقامة عباداتهم فى حرية ويسر.
وقبل قدوم الشهر الكريم تستعد الأسر الليبية فى منازلها حيث تقوم الأسر الليبية بتجديد المنزل او تزويقه وشراء أثاث جديد وأدوات للمطبخ حديثة.
وفور الإعلان عن حلول الشهر المبارك تتحول شوارع وأحياء المدن الليبية إلى نشاط وحركة حيث يبدأ الليبيون للخروج للأسواق لشراء ما تتطلبه الأسرة الليبية من مواد غذائية، غير أن مظاهر هذا الشهر الدينية تظهر مباشرة منذ اليوم الأول حيث المحلات لا تفتح قبل الساعة الحادية عشرة صباحاً وتستمر حتى الساعات الأولى من اليوم التالى.
والنصف الأول من شهر رمضان المبارك يقبل الليبيون على أسواق الخضر واللحوم وبشكل ملفت للنظر حيث يتزاحم الجميع على الشراء ما طاب ولذ من الخضر والفواكه، وحسب مسؤولين فى الاقتصاد الليبى فإن الشعب الليبى شعب مصرف طوال هذا الشهر الكريم شهر الصوم والعبادة والذى خصه الله من اجل إراحة المعدة.
ومائدة الإفطار عند آذان المغرب فى الأردن عامرة بكل ما لذ وطاب، حيث يبدأ الفطور بصحن من الشوربة وعادةً ما تتكون من الخضار الطازجة والشعيرية إضافة إلى صحن من السلطات والطبق الرئيسى وغالباً ما يتكون من الأرز واللحم أو الدجاج إضافة إلى بعض المقبلات مثل فتة الحمص باللحم المفروم والمتبلات والمخلالات، والأكلة المفضلة هى المقلوبة بالدجاج والباذنجان، أما الأكلة الأساسية والمشهورة فى الأردن هى المنسف وتصنع دائماً فى العزائم والمناسبات، وبعد صلاة العشاء والتراويح يأتى دور الحلويات وهى القطايف بالجوز والجبنة وهى الحلوى الأكثر شهرة والألذ فى شهر رمضان لدينا.
ويتمتع الصومال بموروثِ ثقافى غنى بعادات وتقاليد خاصة بشهر رمضان الفضيل، ويقبل الصوماليون بشكل كبير على العبادات وفى مقدمتها صلاة التراويح، كما يحيون ليلة القدر بشكل خاص.
وتنتشر فى عموم مساجد الصومال دروس دينية خاصة، تتعلق بتعليم أحكام الصيام والاستعداد الجيّد وتعزيز الصفح وصلة القرابة وأحكام العبادات.
وتعد الدروس الدينية الرمضانية التى تحظى باستقبال كبير من العادات الرئيسية قبل دخول الشهر.
وتعقد الجمعيات الدينية والاجتماعية مسابقات قرآنية تتمتع بتنافسية كبيرة قبل حلول الشهر، أولاً لإحياء شهر القرآن، وثانياً بهدف اختيار الفائزين فى تلك المسابقات لإمامة صلاة التراويح.
ومن المظاهر المميزة كذلك لشهر رمضان فى الصومال، تزيين المساجد وتلوينها وزخرفتها وتغيير السجاد وتركيب أنظمة مروحيّة حديثة ومكيفات.
ويتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان، فخلال اليوم الأول وفى الليلة الأولى من رمضان، يخرج السكان حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل، حيث ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم، ويظل السهر حتى وقت السحور.